استهلت هذه السنة والأبطال تتقارع وجو أوربا قد قامت قيامته بالضرب والحرب، ولقد ابتدأت اقتصاديات ألمانيا في الهبوط حيث قلَّ إنتاج البنزين الذي هو وقود الطائرات والبتروجين كقدار 90 بالمائة، وبعده بقليل قلت حمولة العربات بمقدار 75 في المائة نتيجة الهجمات على وسائل النقل الألمانية، كما قلَّ إنتاج الصلب بمقدار 80 في المائة، وتقدمت الدبابات على مراكز الألمان منطلقة شاقة طريقها خلال إحدى الغابات في جبهة الإلزاس مطلقة نيرانها الحامية على تلك المراكز، ودبابات أخرى زاحفة وخلفها المشاة على أتم أهبة، هذا وهتلر يظهر التجلد، غير أنه تخلى عن نظريته وتحول عن تفكيره وذلك لعوامل شتى ومنها: محاولة 20 تموز 1944 م: حاول بعض العسكريين اغتياله، ومنها انهيار صحته وجهازه العصي، ومنها أن أنصاره بدأوا ينفضون أيديهم من حوله.
ومنها أخيرًا اقتناعه بأنه خسر الحرب، فقال لبعض أخصائه بعدما دعاه إليه في بروسيا وسهر الليلة إلى الصباح هذا الكلام:
عندما تتخلى العناية عن الإنسان وتنهار معنوياته لا يبقى أمامه إلا أن يتوارى، وقد لازمه ذلك الرجل ثلاثة أسابيع قال: كان يشكو ألمًا في معدته، وكلما شعر بالآلام يناشد طبيبه أن يسعفه بعقار مخدر، واتفق ذات ليلة أن تعذر إيجاد المخدر واشتدت وطأة الألم على الغو هرر هتلر، فقام إلى دولاب صغير مثلث الجدار وأخرج مسدسًا يريد الانتحار، غير أن ذلك الرجل الملازم له أدرك ما يجول في رأسه فاختطف المسدس من يده فقال هتلر وهو يتهالك على سريره: لم يبق للحياة معنى، وقد أشار عليه الأطباء ونصحوا له بالاستجمام وناشده كبار معاونيه أن يكل العبء اليهم بعض الوقت، ولكنه ضرب بالنصائح والمناشدات عرض الأفق، وكان يقول لزوجته إيفا برون كما توسلت إليه أن يرفق بنفسه: دعك من هذا الهذر إن إلمانيا لتنهار دفعة واحدة يوم أبتعد أنا عن الدفة، واقترحت عليه زوجته ذات يوم قضاء أسبوعين في جبال بافاريا.