لأن خنقتني في الوداع عواطفي ... فإني بلقياك المشوق مغردا

فدع كل صوت غير صوتي فإنني ... أنا الطائر المحكي والآخر الصدا

نظمت قلوب الشعب عقدًا منظدًا ... بحبك ما أسماه عقدًا منضدا

جميل بأن تهفو القلوب لمجدكم ... وتهتز وجدًا حينما خالدٌ بدا

فما خالد أن قيل من هو خالدٌ ... سوى الفضل والأخلاق والنبل والندا

إذا قيل من تهوى السيوف يمينه ... تنادت به الأيام لا زلت أوحدا

وإن قيل من يعتاد للعز منصبا ... أجابت أرى في خالد من تعودا

أميران في الدنيا الجديدة أشرقا ... وسيفان من غمد العروبة جردا

فحدث عن الإجلال ما شئت معلنًا ... وحدث عن الإكبار ما شئت منشدا

وبين بلاد الإنكليز حفاوةٌ ... بضيفين كانا للمحامد منتدى

وفي غرب إفريقية وشمالها ... ودادٌ قديمٌ بالوصال تأكدا

لقد عدتما والشوق ملئ ربوعنا ... فأضحى نشيد اليمن فيها مرددا

أعدا لنا من خير ما قد شهدتما ... فإن من الإصلاح أن تتعهدا

وإن بلاد العرب ظمأى لنهضةٍ ... يحدث عنها كل من راح أو غدا

فسيرا بها نحو العلاء بهمةٍ ... وكونا لها قلبًا وكونا لها يدا

ويا ثالث البدرين أحسب بعودةٍ ... أفاضت علينا من بهائك عسجدا

ويا قائد الجيش المظفر إنه ... غدا كأسمك المنصور والمتأبدا

ألست الذي أمسى بعد حسامه ... طريق العلا والمجد سهلًا معبدا

فبالأمس أرض الشام كانت بفضلكم ... تنادي ومصر خلدت ذلك الندا

وكم هو خلاب وكم هو رائع ... بأن نجتلي شمسًا وبدرًا وفرقدا

جميل بأن يبدو مع العلم نوركم ... فما هو إلا العيد حتى تجددا

فما أنتموا إلا سلالة عاهلٍ ... ببيت له عرش القلوب ممهدا

قد اعتاد أن يسمو بأمة يعربٍ ... لكل امرءٍ من دهره ما تعودا

له من كتاب الله أوضح منهج ... وأمسى بتوفيق الإله مزودا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015