فالحمد لله لا نشكو إلى أحدٍ ... سوى العليم بأسرار الخفيات

حمدًا كثيرًا كما يرضاه فاطرنا ... على القضاء كذا كل الذي يأت

صبر جميلٌ وتسليمٌ لمالكنا ... يا رب لطفًا لدى كل المهمات

فقد عرتنا أموز أنت تعلمها ... يا عالم السر مع كل الجليات

فاجبر عزانا بلطفٍ منك يا أملي ... والمسلمين كذا كل البريات

واخلف لنا فاضلًا يحيى مجالسه ... يحيى من السنة الغراء لميتات

موفقًا مخلصًا لله همته ... نصح الخلائق مع تصحيح نيات

إذا تذكرت أحوالًا لعالمنا ... فاضت دموعي على خدي بعبرات

كم سنة شادها يومًا بهمته ... كم حجةٍ صدرت منه وآيات

كم من نصائح سارت في الورى غررًا ... بين الملاء أرباب الولايات

الله أكبر من ذا يحصى مناقبه ... مع عد أحواله الغر السنيات

كانت مجالسه بالعلم عامرةً ... يؤمها معشر القراء كرات

من كل قطرٍ تراهم حوله زمرًا ... يا لهف نفسي عليه بين أموات

لو كان يقبل منا الموت فديته ... كنا افتدينا أبا حفص بما نأت

بالنفس والمال والأهلين كلهم ... طرًا جميعًا كذا كل القرابات

لكنه الموت لا يبقي على أحدٍ ... كل البرية تفنى بالمنيات

لا يسأم الدرس لا حضرًا ولا سفرًا ... في كل حين يحيى وساعات

من للمجالس بعد الشيخ يعمرها ... كأن مجلسه روضات جنات

من للتصانيف والأجزاء يحللها ... والمشكلات لدى هذي البريات

من للفرائض يبدي من غوامضها ... من ذا يفيد لأرباب السؤالات

من يصطبر صبره للعلم محتسبًا ... يدعو إلى الله علام الخفيات

من مثله في علوم الشرق نقصده ... إذا ادلهمت خطوب الماجريات

الحمد لله حمدًا دائمًا وكفى ... حمدًا كثيرًا على كل الذي يأتي

يا رب نوّر ضريحًا كان ساكنه ... وحفه بالرضا مع محوزلات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015