فطلعته ميمونة خير طلعةٍ ... ومسعاه في كسب العلا والمكارم

فلا زال بالتوفيق والنصر مسعدًا ... وعزًا وتمكينًا من الله دائم

وأزكى صلاة الله ثم سلامه ... على السيد المختار من نسل آدم

كذا الله والصحب مع تابعيهمو ... وتابعهم من عربها والأعاجم

بعذ نبات الأرض والرمل والحصا ... وما أنهل من وبل السحاب السواجم

وما هبت النكبا وما ذرٍّ شارق ... وما أطرب الأسماع نوح الحمائم

وقال السيد أحمد بن عبد الفتاح ساكن ناحية اليمن:

ما للمدامع كالطوفان تنحدر ... والناس سكرى وأيم الله ما سكروا

ماذا الذي لهم فاستكت مسامعنا ... وطاش من قوله الباب والفكر

وزلزلت عنده الأقطار واضطربت ... منه الأقاليم يا للناس فاعتبروا

هل هذه نفخةٌ في الصور راجفةٌ ... أضحت تصيح لها الموتى فتنتشر

ماذا التحير والأحوال قارعةً ... من الحوادث يعمى عندها الخبر

بل هذه صدمة الأقدار وا أسفًا ... تكاد تفقد عين العلم والأثر

بموت حافظ هذا العصر ناشره ... كذلك الموت لا يبقى ولا يذر

حبر العلوم كما دلت مرافقه ... وجهبذًا تحبته لأعصر الأخر

فذا يعز على العلياء فرقته ... فقد يطيب لها مع مثله السمر

شهمٌ تجافى عن الدنيا وزخرفها ... واختار دارًا اليها ضمه السفر

دار الكرامة والأجلال حيث بها ... حور الجنان إلى لقياه تبتدر

فيها تطوف به الأكواب داهقةً ... إذ يحتسيها ولا لغوٌ ولا سكر

فيها يشاهد ما لا أعينٍ نظرت ... بين الحقائق يجري تحتها الزهر

حيث المواهب تعطى لا حساب بها ... حيث الصفا ولا هم ولا كدر

مع الأولى وحدوا الرحمن واجتهدوا ... وقطعوا الليل بالتسبيح وابتكروا

راضوا النفوس فخلناهم ملائكةً ... عند المناجات إلا أنهم بشر

الله أكبر إذ نادى مودعه ... في رحمة الله والغفران يا عمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015