أولادهم، ودوى ذكر وفاته في أقطار الأرض وصلي عليه في سائر أقطارها بالنية وبلغت شامها ويمنها، فيا لها مصيبة عظيمة وفادحة جسيمة، بلغت القلوب الحناجر وسكبت الدموع من المحاجر، ولا شك أن ثلمته كبرى بين العالمين، ورزء عظيم أصيب به أهل العلم والدين فأصبح أهل مقاطعة القصيم كأنهم غنم بلا راعٍ، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت.
وقد رثاه العلماء والأدباء في سائر نجد، واليمن وغيرها، ولما بلغتنا وفاته ونحن في مكة المشرفة أتينا بما يأتي:
الحمد لله الملك المجيد الفعال لما يريد، المؤمل لكشف كل صعب شديد، الباقي ملكه فلا يفنى ولا يبيد، والصلاة والسلام على المبعوث إلى كافة الأحرار والعبيد، المؤيد بدرع العصمة لا بدرع الحديد، وعلى آله وأصحابه ذوي المفاخر والبأس الشديد، والدعوة إلى الله بالإيمان والتوحيد.
أما بعد: فإنه لما كان في موسم الحج سنة 1362 هـ أتانا نعي شيخنا وأستاذنا الشيخ عمر بن محمد بن سليم غفر الله له وأسكنه فسيح جنته فانبعثت بنا دواعي الهموم والغموم، وكادت الأرواح تبلغ الحلقوم وذلك لكبر ثلمته بين العالمين، وعظم مصيبته بين المسلمين، وهل ذلك إلا من النقص على أهل الإسلام ونزع العلم من بين الأنام، ولما فجعنا بهذا الرزء أصابنا من الهم والكآبة ما الله به عليم، فقلت هذه المرثية تسليةُ للنفس وتعزيةً للإخوان، وأسال الله تعالى أن يرفع منازله في الجنان ويسكن روعه يوم نصب الميزان:
بكينا عويلًا بالدموع الهوامع ... لخطبٍ دهانا بالهموم القواطع
غداة أتانا من قصيم مخبرٌ ... ويني بأخبارٍ تغم لسامع
أتانا بأخبار عظيم خطوبها ... بهد ونقص للعلى والمنافع
فيا صاحي حقق كلامًا سمعته ... رويدًا فلا تعجل بنقل المذائع
لعل إله العرش يخلف ظنهم ... فما زال منانًا لطيفًا بخاضع
فما هذه الدنيا بدار إقامةٍ ... فتبًا لها كم آذنت بالفجائع