في جنات النعيم وجزاه عن الإسلام وأهله خيرًا، فقلت له: إن إمام هذه الدعوة محمد بن عبد الوهاب قال لجدكم محمد بن سعود: إن قمتم بهذا الأمر فلا يقاومكم أحد إلا إن كانت هذه العنز تقاوم هذا الجبل، فأعجبه ذلك وتأثر قليلًا: نخشى عدم القيام بهذا الأمر، غير أننا نسأل الله المعونة.

وبعدما تمتعنا برؤية واغتنمنا فرصة مشاهدته قمنا مودعين، فأقام في بريدة أيامًا ثم ارتحل منها وخلف ضيافة في بريدة بمرتب عشرة أكياس أرز وأربع صفائح سمن وبعير كل يوم فأصبح فقراء أهل القصيم يترددون إلى الضيافة كل يوم، منهم المتناول بيده والحامل بآنيته، ونفع الله الفقراء بهذا الضيف، وقد فرق نقودًا كثيرة.

ثم إنها عطلت السكة الأولى المتعامل بها وهي الريال الفرنسي وأبدلت بالريال العربي، وجعل لذلك بنك يقبض ويبدل وكان الريال العربي بقدر خمسي الريال الفرنسي، وله نصف وربع كلها من الفضة، أما القرش فكذلك من النيكل.

ذكر من توفى فيها من الأعيان

فمنهم قاضي عنيزة الشيخ عبد الله بن محمد بن مانع رحمه الله وعفا عنه، كان شيخًا كبيرًا فاضلًا ناسكًا ورعًا سكينًا، فمن روعه أنه كان إذا جلس للقضاء قد يحضر الكتاب للمراجعة ويطيب أنفس المتخاصمين ويحرص على الإصلاح، وقد يرضي أحد الخصمين بشيء من ماله، وكان في صفته أنه يخضب لحيته بالحناء، ومربوع القامة، وبعد وفاته لبثت عنيزة أيامًا بلا قاضي.

وممن توفى فيها أيضًا الشيخ حسين باسلامة الحضرمي مؤلف كتاب حياة سيد العرب، وتاريخ النهضة، وتاريخ المسجد الحرام، وتاريخ الكعبة المعظمة، وله غير ذلك، وهذه ترجمته:

هو حسين بن عبد الله بن محمد بن سالم بن عمر بن عوض باسلامة آل باداس الكندي الحضرمي المكي، تقدم ذكر ولادته، وتوفى عن عمر ناهز إحدى وستين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015