وفي 9 ديسمبر 1940 م بدأ هجومًا مضادًا جرف أمامه الجيش الإيطالي الجرار، ووقع في قبضته نحو 150 ألف أسير، وأنزلوا بالجيوش الإيطالية في أفريقيا هزائم منكرة وسقطت أديس أبابا فعاد إليها الإمبراطور هيلاسلاسي، وكان بريطانيا قد أوقعت بالأسطول الفرنسي خشية انضمامه إلى قوات المحور، ولما اطمأنت من خطره تمكنت من السيطرة حينئذٍ على البحر الأبيض المتوسط إلى انتهاء الحرب، ثم قامت تهاجم الأسطول الإيطالي، وقام سلاح الجو البريطاني يمطر الأسطولات الإيطالية وابلًا من القنابل والقذائف النارية فعطب وأغرق، وذلك في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني 1940 م.

ولما كان في 29 من شهر مارس 1941 التقى الأسطول الإنكليزي ليلًا ببعض السفن من الأسطول الإيطالي فأصلاها نارًا حامية وتمكن من إغراق بعضها، وبذلك تمكن الإنكليز من إضعاف الأسطول الإيطالي بحيث فقد القدرة على الهجوم، ولكن هذا لم يجعل الأسطول الإنكليزي في مأمن من غارات العدو، فقد كانت إيطاليا تملك عددًا كبيرًا من الغواصات تقلق الأسطول الإنكليزي، كما أنها تملك عددًا محترمًا من الطائرات فكانت المواصلات الإنكليزية في البحر المتوسط مهددة بمهمات إيطالية.

ولثقة هتلر بقوة أسطول إيطاليا البحري وما لها من الغواصات واستطاعة سلاح الطيران الجوي الإيطالي اعتقد أنه سيغلق البحر، وقد يجوز هذا لولا وجود مالطة التي كانت تقاوم وتضرب قلاعها بالمدافع رغم الهجمات الجوية التي تعرضت لها، وربما أن الإغارات الجوية عليها بلغت ثلاثة آلاف غارة، فإنها لم تسقط ولم تسكت قلاعها.

وكان الواجب على هتلر أن يسكت قلاعها ويدكها ومراكزها العسكرية والجوية، وبما أن إيطاليا فشلت في تقدمها لغزو اليونان بحيث اضطرت بريطانيا إلى نجدتها واستقرت جيوشهم في كريت، فقد جعلت المصادر البريطانية تقول أن من واجب هتلر احتلال هذه الجزيرة لتأمين الأرض التي استولى عليها من الهجمات الجوية القريبة، وإذا لم يتمكن المحور من الاستيلاء على مالطة الضعيفة فكيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015