استبدلت بها السيارات لتوفر الراحة والطمأنينة فيها، وكانت المسافة التي قطعت بها الطريق من القصيم إلى مكة عشرين يومًا، وتمر في سيرها على ذات عرق، الميقات المعلوم، وقد رأينا من أسباب الأمن والصحة شيئًا عجيبًا لأن الطريق مطمئنة والسبل آمنة، وقد ضبطت ضبطًا لا مزيد عليه ورجعنا بالسيارات.
لما كان في هذه السنة صدر الأمر السامي بتعطيل السكة القديمة المتعامل بها، وكانت قطعًا من النحاس مضروبة في قسطنيطنية، وأبدلت بقروش من النيكل سعودية، وكان ذلك بركبة من جلالة الملك جعل الأولى بنكًا يقبضها ويبدلها بجديدة، كل ذلك مراعاة للشعب لأن لا تكسد الأولى لدى أفراد الأمة، ولقد كان صاحب الجلالة يعالج في ذلك من قد يم غير أنه استطاع بحكمته أن يبدلها عن رغبهَ الشعب وطمأنينته إليها، أما الريال العربي فلم ينصرف مفعوله إلا في السنة التي بعدها، وكانت العاقبة إلى خير.
استهلت هذه السنة والأمور هائجة مائجة بين ألمانيا وحلفائها، وبين الحلفاء، وأصبحت الحرب العالمية الثانية تنذر بشرها وويلاتها، وقد انتصرت الجيوش الألمانية واحتلت الدانمارك وهولندا وبلجيكا، وطردت قوات التحالف من نارفيك، واصلت النرويج وطردت القوات البريطانية من فرنسا، والبلجيك وأكرهتها على الفرار من دنكرك بشمال فرنسا بعدما ألقت فرنسا سلاحها وسلمت إلى هتلر، وتقدم الكابتن برين يخترق بغواصته البحرية الحواجز والأسلاك المكهربة في موانع سكايافلو، وفرث أوف نورث بشمال بريطانيا، وينسف البوارج والدوارع البريطانية في عقر دارها، ويعود إلى قواعده في ميناء كييل سالمًا، وكذلك الجنرال غالاند قائد أسراب الشتوكا الألمانية ينقض في كل يوم على بريطانيا فيدمر ويخرب ويضرب مدينة كونتري من أعلى وجه الأرض