الضباط الثائرين، وشكلت حكومة موالية للإنكليز، وإنما اختير هذا الصبي ملكًا على العراق بوصاية خاله إجابةً لرغبة الإنكليز التي سخطت أعمال والده غازي، حيث عارض المشروعات البريطانية وانتهج سياسة تحريرية فقتل في حجة اصطدام سيارته، وهكذا تصنع السيارات بمن يخالف تعاليم بريطانيا، وبعد ذلك قطعت حكومة العراق علاقتها مع ألمانيا وألقت القبض على الرعايا الألمانيين الموجودين في العراق وسلمتهم إلى الحكومة البريطانية فألقتهم حيث أقاموا في معتقلات الأسر طول مدة الحرب.
ولما قدم المفتي والكيلاني إلى ألمانيا في الربع الأخير من سنة 1941 م قدم أولًا المفتي وبعد أربعين يومًا قدم الكيلاني مع أركان حربه جزير سليمان وحكمت سامي ونجدت الشواف، فحلوا ضيوفًا لدى المفتي الحاج أمين الحسيني، غير أن رشيد عالي لم يلق إكرامية بينما هو في ضيافته، قال يونس بحري جئت أزوره وكنت أنتظر أن أرى الكيلاني مرحًا كعادته عندما كان رئيسًا للديوان الملكي ببغداد في هاتيك الأيام التي كنا فيها تحت راية الملك غازي نقارع الاستعمار، فرأيت هذه المرة أمامي رجلًا قد أنهكت الأيام قواه، لقد كان يبكي وهو يقطع شعور رأسه بكلتا يديه، ثم التفت إلى وهو يقول: لقد سجنني، لقد مضى علي عشرون يومًا وأنا على هذه الحالة، لقد منعني من الاتصال بأحد يا أخ يونس، أرجوك أن تنقذني أريد حريتي وإلا أعيدوني إلى بغداد وسلموني للحكومة، وهناك دعوهم يشنقوني، إنني أفضل الموت على مثل هذه الحياة، ثم إنها أذيعت في ألمانيا أنباء مجيئه إلى برلين وأكرم مثواه، ولقد حافظ صاحب الجلالة الملك العظيم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في هذه الحرب العالمية على الحياد والمودة كما فعل في الحرب العالمية الأولى، فكان هذا من حسن حظ البريطانيين لأنه لو كان ابن سعود قد انضم قبل الحرب إلى المحور الذي لم يدخر جهدًا لحمله على ذلك لكان من العسير أو من المستحيل إخراج الإيطاليين من الحبشة وأرتيريا، ولو أن ابن سعود تردد لكان من المحتمل أن تقضي الثورة التي قام بها