حتى كان الصليب المقوف فوق نصف بولندا الغربي، والمطرقة والمنجل فوق نصفها الشرقي، وكانت الأساطيل الجوية الألمانية قد حولت مدن بولندا إلى ركام وأنقاض، ولما اقتسمها ظن هتلر وزعماؤه أن ذلك يضمن عدم قيام ستالين بعمل ضد ألمانيا إلى الأبد، وما عملوا أنه كان يفاوض بريطانيا لعقد معاهدة دفاع مشترك مع الحلفاء لخبثه ومكره، وكانت حملة هتلر على بولندا قضت على جيوش المارشال بلسوديسكي واقتيد الكولونيل بيك وزير خارجية بولندا أسيرًا، ولعبت قوات غورينغ اللوفتوافا الدور الرئيسي في تصديع الجبهة البولندية، ولقد أثارت تلك العاصفة اهتمام العالم عامة وخبراء الطيران الدوليين خاصة، فقد قضت طائرات الرائخ على السلاح الجوي البولندي، وشلت حركته بسرعة متناهية بالرغم من قوته ومتانة أسلحته، فكانت التجربة قاسية للأسلحة الجوية البريطانية الفرنسية لأن أسلحة القوات الجوية البولندية كانت من منشأ بريطاني فرنسي أضف إلى ذلك كثرة عدد أهل بولندا، فقد قيل أنهم كانوا ثلاثين مليونًا من البشر.
وفي هذه السنة قامت بريطانيا ولجأت إلى تسكين ثورات عرب فلسطين التي ظلت تتلاحق وذلك تهدئه للأحوال، وعقدت مؤتمرًا سمي مؤتمر المائدة المستديرة في لندن اشترك فيه زعماء عرب فلسطين ومندوبون عن الدول العربية، واشترك فيه اليهود أيضًا لكن هذا المؤتمر منيَ بالفشل وإنما كان هذا من بريطانيا تخديرًا لأعصاب العرب في فلسطين حتى تضع الحرب أوزارها فيحكمون فيها بما يشاءون.
استهلت هذه السنة ورحى الحرب العالمية الثانية طاحنة، وكانت بريطانيا لما رأت رئيس وزرائها تشمبر لن يميل إلى السلام، ويرجو هتلر باسم حكومته وباسم الإنسانية المعذبة أن يحفظ أوربا والعالم من شرور الحرب، اتهمته بالضعف وجعلت