جنود تريكم في ضيا الشمس ظلمةً ... ترى البيض فيها كالنجوم الثواقب
إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب
إلى آخرها، ومنها قصيدة في الرد على فتى البطحاء، وتقدم نزر يسير منها، وهي طويلة، وقد قدمنا له أيضًا، وقد تولى القضاء وله من العمر 23 سنة في هجرة سنام المشهورة للعصمة من أعمال العرض، ونقل إلى قضاء الغطغط، وقد حضر عددًا من الفتوحات للحجاز ثم جعل مدرسًا في المعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة مع التدرس في تلك الجهات، وكان من أشهر رجال العلم والدين والأدب والأخلاق الطيبة، ثم تولى القضاء في تربة ثم نقل إلى قضاء شقراء، وبها توفى وله من العمر أربعون سنة، وقد خلف ستة بنين، واهتم لوفاته صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بعد جهود بذلها لعلاجه، وقد رثاه الشيخ محمد بن عبد العزيز، بن هليل بهذه القصيدة:
نرضى بما قدر الرحمن مولانا ... وما يكون وما من أمره كان
والحمد لله حمد الصابرين على ... أقدار ذي العرش تسليمًا وإيمانًا
إلا فأنا له ماض تصرفه ... فينا لعمري إلا إليه رجعانًا
قضى وقدر أن الموت دائرةٌ ... كؤوسه في الورى لم تبق إنسانًا
فأين عادٌ وكسرى وابن ذي يزن ... ومن يؤآزرهم ومن لهم عانا
لم يمنع الموت عنهم حاجبون ولم ... يبقَ البلى لهم صياحًا وإيوانا
بل أين صفوة خلق الله قاطبةً ... وأرجح الناس عند الله ميزانا
تجرع الكل كأس الموت وانتقلوا ... عن هذه الدار شيبانًا وشبانا
فتلك موعظة لأنفس فجعت ... أضحت وقد لقيت همًا وأحزانا
على تقي نقي عالمٍ علم ... شيحٌ ذكىٌ حيىٌ حاز عرفانا
هو الذي حمدت في الناس سيرته ... محمد شيخنا الشاوي ابن عثمانا
أكرم به من فتى ما كان أكرمه ... جودًا ومجدًا وأخلاقًا وإيمانا
ساع إلى الذكر والخيرات متبعًا ... داع إلى الله إسرارًا وإعلانا