تعبيره أن قلبه يتقطع أسًا وكمدًا، وأبرق إلى ابن الوزير الذي كان بمكة حاجًا في هذه السنة يأمره أن يضع نفسه تحت تصرف أخيه الملك ابن سعود، ويمتثل أوامره ويجدّ في البحث حتى يصل إلى الحقيقة، وقامت حكومة اليمن لما علمت بأن المعتدين باسم يمانية، فألفت لجنة خاصة بتحقيقات واسعة النطاق، وأفادت بأن علي بن علي الحاضري كان ضابطًا صغيرًا في الجيش المتوكلي، وقد استأذن تلك السنة لأداء فريضة الحج، أما صالح بن علي الحاضري فقد كان متغيبًا في خارج القطر ثم عاد في تلك السنة وحث أخاه التقدم على الحج، كما أن مبخوت بن مبخوت كان مستخدمًا في الجيش المتوكلي وقد سافر إلى الحج بدون رخصة، فيعد هاربًا وتقع التهمة على صالح بن علي بصفته متغيبًا زمنًا طويلًا، ثم عاد وشوق الاثنين إلى الحج، كما أن محمد راغب وزير خارجية اليمن بعث ببرقية إلى وكيل وزير خارجية المملكة العربية السعودية يقسم فيها بالله ثلاثًا بالبراءة التامة من الحادث والجهل به، كذلك بعث عبد الله بن يحيى جوابًا يقسم فيه بالله أن أباه وأخوته يبرؤون إلى الله من هذا الحادث الذي لا يقدم عليه إلا من فقد إنسانيته.
ومهما كانت الأحوال فإن المجرمين كانوا من أهل اليمن، بل ومن رجال الجيش، ويتطرق إلى الأوهام أنه بتدبير سيف الإسلام أحمد بن يحيى، كذا يذكرون بأنه على اتصال برجال حزب الأحرار الحجازي، أو يكون بتدبير حسين الدباغ الذي بعثه أمير الأردن عبد الله بن الحسين إلى اليمن يسعى بالفساد.
وفيها في ابتداء المحرم سافر مهندس الكهرباء إسماعيل الذبيح لاستلام ماكنة كهرباء أهداها رجل من أهل الهند اسم سر محمد خان نواب بهادر رئيس أعظم بهيكم، أهداها للمسجد الحرام بأدواتها، وكانت ماكنة عظيمة تحتوي على قوة اثنين وخمسين حصانًا، ولها دينامو قوة 220 فولت 34 كيلوات تضيء ألف لمبة، فسافر المهندس من مكة إلى الهند وأقام بالهند بضعة أشهر لأجل أن يقف على تركيب أدواتها، وقدم بها في أوائل شهر ذي القعدة من هذه السنة يصحبها ما أهداه أهل الفضل من الهنود من أهالي كانفور، ولكنو، وكراتشي للمسجد الحرام من أسلاك