ملث إذا ما راث حنت عشاره ... وحل عراه أزيبٌ وقبول
إمام الهدى صبرًا عزاء وحسبةً ... فعاقبة الصبر الجميل جميل
فإن يك طود الفضل زعزعه الردى ... وأضحى له تحت الرجام مقيل
ففيك ولا نعدمك من كل فائتٍ ... لنا خلفٌ للمعضلات حمول
فأنت الذي مهدت ذا الملك بعدما ... تلاشى وجثت من قواه أصول
وعادت بك الأيام غضًا شبابها ... وقد مسها بعد العتي قحول
وما مات من كنت الخليفة بعده ... له بك عمرًا آخرًا ستطول
ولولاك أقفرن المعالي ولم يكن ... لها بعده في الغابرين سبيل
فلا زلت في عزٍ أنيقٍ مسلمًا ... وغال الذي يبغي الردى لك غول
وأزكى صلاة الله ثم سلامه ... يدومان ما ساق الغدو أصيل
على سيد السادات نفسي فداؤه ... إمامٌ إلى طرق النجاة دليل
قال الله تعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25]، وقال تعالى: {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} [الأنبياء: 70].
الحمد لله ناصر عبده ومؤيد حزبه، ومهلك الظالمين بحكمته وعدله، لقد شاء الله وهو الحكم العدل أن يخذل أعداءه في كل موقف من مواقف خزيهم، وأن يحصحص الحق ويعلي كلمته، شاءت قدرته أن يذيق الذين أجمعوا أمرهم عشاء لهتك حرمات الله في أيام الله أمام بيت الله، شاءت قدرته أن يذيقهم جزاء فعلتهم موتًا زؤامًا، وكاسًا علقمًا مصابا.
ففي صباح اليوم العاشر من ذي الحجة يوم عيد الأضحى في الساعة الواحدة عربية سنة 1353 هـ، غادر جلالة الملك عبد العزيز منى إلى مكة ليطوف بالبيت طواف الإفاضة قبل أن تتم الساعة الواحدة بدقائق، وقبل أن تشرق الشمس من