وكن مؤنسي في ظلمة القبر عندما ... يركم من فوقي التراب وأودع

وثبت جناني للسؤال وحجتي ... إذا قيل من ربّ ومن كنت تتبع

ومن هول يوم الحشر والكرب نجني ... إذا الرسل والأملاك والناس خشع

ويا سيدي لا تخزني في صحيفتي ... إذا الصحف بين العالمين توزع

وهب لي كتابي باليمين وثقلن ... لميزان عبدٍ في رجائك يطمع

ويا رب خلصني من النار إنها ... لبئس مقرًا للغواة ومرجع

أجرني أجرني يا إلهي فليس لي ... سواك مفرٌ أو ملادٌ ومفزع

ويا سيدي هب لي من الخلد منزلًا ... فإن عطاء شئته ليس يمنع

وإنك تعطي الجزل فضلًا وتغفر الـ ... عظيم وفضل الله أعلى وأوسع

وهب لي شفاءً منك ريي وسيدي ... فمن ذا الذي للضر غيرك يدفع

فأنت الذي ترجى لكشف ملمةٍ ... وتسمع مضطرًا لبابك يقرع

فقد أعيت الأسباب وانقطع الرجا ... سوى منك يا من للخلائق مفزع

إليك إلهي قد رفعت شكايتي ... وأنت بما ألقاه تدري وتسمع

ففرج لنا خطبًا عظيمًا ومعضلًا ... وكربًا يكاد القلب منه يصدع

وماذا على ربي عزيز وفضله ... علينا مدى الأنفاس يهمي ويهمع

فكم منح أعطى وكم محن كفى ... له الحمد والشكران والمن أجمع

وأزكى صلاة الله ثم سلامه ... على المصطفى من في القيامة يشفع

محمد المختار من نسل هاشمٍ ... وآلٍ وأصحابٍ ومن كان يتبع

ولقد كانت هذه القصيدة عظيمة تدل على عظمة منشئها وما لديه من العلم والمعرفة، وقوة الإيمان، ورسوخ العقيدة، ولا ننسى مآثر صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن وما بذله من الأعمال الطيبة التي سيجازيه الله عليها.

وفيها صدرت إرادة الملك عبد العزيز بإحضار ساعة عظيمة ضخمة، فركبت على قاعدة فوق دار الحكومة المسماة بالحميدية، وكان ارتفاعها خمسة عشر مترًا عن سطح دار الحكومة، كما أنه يبلغ ارتفاعها عن سطح أرض الشارع الفاصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015