يبق للسكوت مجال، فاقتضى أن نعرف حقيقة مقاصدكم التي نرجو أن تكون حسنة وفيها عز الإسلام والمسلمين.

والثاني: استنقاذ الوفد الذي ليس لإهانته موجب، ولا لانقطاع أخباره موجب أيضًا عافاكم الله، فجاء الجواب من الإمام يحيى بما معناه:

إن عذره هو المرض الذي بلغ به الغاية، وقد منَّ الله بالعافية وبقي بقية يسأل الله زوالها، ثم ذكر أنه عند اشتداد المرض كان عبد الله العمري قد طلب حكماء من حكومة مصر، ومن حكومة العراق، فوصلوا وقد كان منهم البحث وشرعوا بالمعالجة لزوال العلة والله هو الشافي، ثم أجاب عن تأخر تلغرافات وفدكم إلى حضرتكم فذلك واقع كان قد رفع إلينا الوفد، وكان منا سؤال القاضي عبد الله العمري فأفاد: أن طائر هواء الحديدة غير صالح، وإنه قد أرسل من يصلحه وذلك صحيحًا، ثم قال في آخر كلامه:

أما منع التلغراف إليكم فهذا لا يكون قطعيًا وقد توجه الوفد إلى حضرتكم أمس الخميس وحررنا إلى حضرتكم ما سترونه إن شاء الله، وقد كتبنا الآن إلى الحديدة ليكون عرض طائر هواء الحديدة على الوفد ليعرفوا الحقيقة، وكونوا من صداقتنا على يقين لا يتزلزل ما دمنا على قيد الحياة، فليس بيننا وبين حضرتكم إلا كل جميل ولله الحمد والمنة والسلام عليكم.

نعم إنه قد مرض يحيى وبعث إليه فؤاد ملك مصر طبيبين من أطباء الحكومة المصرية، فسارا إلى صنعاء وقاما على الوجه الأكمل، فأجابه جلالة الملك عبد العزيز بهذا الجواب عن برقيته المتقدمة:

أخي برقيتكم وصلت وسرنا صحتكم، الحقيقة والله المطلع أن مرضكم مرض لنا لأننا نحب كل شخص من العرب يهمه أمر الإسلام والعرب، أما اعتذاركم من قبل برقيات الوفد فمقبول، وكما قيل "وكل ما يفعل المحبوب محبوب" والوفد خدامكم، والأخ أخوكم، والمصلحة عائدة للجميع، ثم تكلم بكلام لطيف في استجلاب الصداقة والمودة إلى أن قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015