الاعتداء على الحجر الأسود

ففيها في آخر محرم جاء رجل فارسي من بلاد الأفغان فاقتلع قطعة من الحجر الأسود، وسرق أيضًا قطعة من ستارة الكعبة، وقطعة فضة من مدرج الكعبة الذي بين بئر زمزم وباب بني شيبة.

وصفة أخذه لقطعة الحجر، أنه لما أكب عليه ليقبله أخرج من جيبه بارية من المغناطيس فقطع به منه فشعر به حرس المسجد وألقوا القبض عليه، ثم قتل شر قتلة والعياذ بالله، ولما كان في 28 من ربيع الثاني حضر جلالة الملك عبد العزيز من مصيفه الطائف قبل توجهه إلى الرياض فدخل المسجد الحرام وحضر معه رئيس هيئة القضاء الشرعي عبد الله بن حسن، وحضر أيضًا عبد الله بن عبد القادر نيابةً عن أبيه قبل وفاته، وحضر بعض الأعيان، ثم أحضر مدير الشرطة العام مهدي بك تلك القطعة الذي اقتلعها ذلك الفارسي الخاسر، وأحضر المسك والعنبر مركبًا كيماويًا عمله الأخصائيون، فوضع ذلك المركب موضع القطعة ثم أخذها جلالة الملك عبد العزيز بن سعود بيده ووضعها في محلها تيمنًا وأثبتها الأخصائيون إثباتًا محكمًا.

وفيها في رمضان نزل غيث عظيم وهطلت أمطار غزيرة، فسالت الأودية منها سيلًا عظيمًا، ومن أعظمها سيلا وادي بني حنيفة فإنه جرى جريًا لم ير مثله في أزمتنا هذه ولا قريب منها بحيث فاض يمينًا وشمالًا حتى دخل بلد السلمية ليلًا لأربع عشر خلت من رمضان، فانزعج أهلها وهربوا خوفًا على أنفسهم، وتلف به أموال كثيرة ومواشٍ، وغرق به سبع نسوة وشيخ كبير.

وقد قال الشاب الشيخ محمد بن عبد العزيز آل هليل قصيدة في هذا الموضوع يرثي بها أولئك الغرقى الذين ذهبوا ضحيةً لذلك:

كلٌ يزول وكلٌ هالك فان ... إلّا الإله وما لله من ثان

قضى وقدر تقديرًا فأتقنه ... سبحانه هو ذو عزٍ وسلطان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015