والمولى الملك الصالح أخوه ابن أبيه، وهو كما قيل:
من يكن أنجب في الناس بنوه ... فسليل المجد من أنت أبوه
بالبنين ابن تجلى وجهه ... عن سرور ضحكت فيه الوجوه
نطقت عن فضله آلاؤه ... قبل أن ينطق بالحكمة فوه
نير طالعه مطلعه ... في سماء الملك والبدر أخوه
إنما أملا كنا أفلا كنا ... ومصابيح الدجى من ولدوه
قال المفضل بن زيد: نزلت على بنو تغلب في بعض السنين وكنت مشغوفاً بأخبار العرب أحب أن أسمعها وأجمعها، فإني لفي بعض أحياء العرب غذ أنا بامرأة واقفة في فناء خبائها وهي آخذة بيد غلام قلما رأيت شبيهه في حسنه وجماله، له ذؤابتان مضفورتان كالسبح المنظوم وهي تعاتبه بلسان رطب وكلام عذب يقبله السمع ويترشقه القلب وأكثر ما أسمع من كلامها يا بني وأي بني، وهو يتبسم في وجهها قد غلب عليه الحياء والخجل كأنه جارية بكر لا يحير جواباً، فاستحسنت ما رأيت وأستحليت ما سمعت، فدنوت فسلمت