أحسن ألفاظاً ولا أشد اقتداراً على تأدية ما حفظا ورويا منهما، أسأل الله أن يزيد بهما الإسلام تأييداً وعزاً ويدخل بهما على أهل الشرك ذلاً وقمعاً، وأمن الرشيد على دعائي ثم ضمهما إليه وجمع عليهما يديه فلم يبسطهما حتى رأيت الدموع تنحدر على صدره.
أقام المنصور ذات يوم ابنه صالحاً فتكلم بكلام بليغ وفي المجلس المهدي وهو ولي عهده، فأشار المنصور إلى الحاضرين بأن يصف أحد كلامه، فكلهم كره ذلك بسبب المهدي، فابتدر شبيب بن شبة وقال: والله يا أمير المؤمنين ما رأيت كاليوم أبين بياناً ولا أجرى لساناً ولا أرطب جناناً ولا أبل ريقاً ولا أحسن طريقاً ولا أغمض عروقاً،