تقدم بعون الله وتوفيقه الحديث عن تدريب الدعاة من مختلف حيثياته: من حيث الأهمية والحاجة، ومن حيث الأسس والقواعد، ومن حيث التنظير، ومن حيث التقويم، وما تقدم هو غيض من فيض، وهو في عامة ولست أدعي الاستيعاب ولا زال للموضوع جوانب أخر ومجالات للإضافة لعل الله يقيض من يكتب فيها.
وقد خرجت من هذا البحث المتواضع بالنتائج الآتية:
- أن تدريب الدعاة ضرورة شرعية وواجب لابد القيام به، فالمجتمع الإسلامي لا يجوز أن يخلو من أمة تدعو إلى الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر عملا بقوله تعالى {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ، ولا يتحقق هذا المطلب الشرعي وهو تخصيص هذه الأمة إلا بتأهيلها وإعدادها وتدريبها كي يكون عملها المبرور ومهمتها الجليلة على بصيرة
- أن تدريب الدعاة يتحقق به الكثير من الفوائد العلمية والعملية لا يتحقق بغيره الكثير من المصالح كما يندفع به الكثير من المفاسد.
- أن حاجة عصرنا أشد من ذي قبل إلى تأهيل الدعاة وتدريبهم على مختلف فنون البيان وضروب البلاغ، لا سيما وعصرنا عصر فنون الكلام، ولا يخفى ما يحدث جراء ذلك من تأثر وتأثير.
- للكلمة أيا كانت خطابية أو إذاعية أو متلفزة أثرها البين في النفس ووقعها في القلب، وإذا لم يأخذ الدعاة بمكانهم في هذه الوسائل المتاحة