والثاني. أن (ليس) هنا للاستثناء فحق الضمير بعدها الانفصال، وإنما وصله للضرورة كقول الآخر: [البسيط].
(وما نبالي إذا ما كنت جارتنا ... أن لا يجاورنا إلاك ديار)
والنون ممتنعة مع الفصل، فتركها مع الوصل التفاتًا إلى الأصل.
الثالث: أن (ليسي) وغيري بمعنى ولا نون مع غير.
مسألة [19]
إذا نصبت الياء ب "ليت" وجبت النون، نحو: {يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ} لشبه (ليت) بالفعل مع أنه لا ثقل بلحقها بسبب النون، وقد تترك في الضرورة، كقوله: [الوافر].
(كمنية جابر إذ قال ليتي ... أصادفه وأفقد بعض مالي)
وقوله: [الوافر].
(فيا ليتي إذا ما كان ذاكم ... ولجتُ وكنتُ أولهم ولوجا)