ابن كيسان: لا نعلم أحداُ من الحذّاق يجيزه مع الألف، وقال أبو الفتح: تفتح مع الألف أيضاً، وتابعه الناظم، وقال بعضهم: لا تفتح مع الألف إلا في حالة النصب، وذلك في لغة من يقول: رأيت الزيدان.

حجة الأكثرين أمران أحدهما: أن الياء ثقيلة فاحتيج إلى التخفيف معها ففتحت النون، كما في أين وكيف، وأما الألف فإنها خفيفة فالتزم معها الأصل.

والثاني: إن الفتح إنما صح به السماع مع الياء خاصةً، كقول بعض الأسديين يصف قطاة: [الطويل].

(على أحوذيين استقلت عشية ... فما هي إلا لمحة وتغيب)

والأحوذي، بالحاء المهملة والذال المعجمة: السريع في كل ما أخذ فيه، قال ابن سيدة: أو الخفيف في الشيء لحذقه فيه، حكاه الجوهري عن أبي عمرو، والمراد بالأحوذيين الجناحان، وليس فتح نونه ضرورة؛ لأنه في حشو البيت، واستقل الطائر ارتفع في الهواء، ويروى (عليهما) بدل (عشية) /24/، فإعادة (على) توكيد، ولزم من إعادتها أن توصل بالمجرور، وقوله (فما هي) أصله فما مسافة رؤيتها ثم حذف المضاف الأول، وأناب عنه الثاني، ثم الثاني أناب عنه الثالث، فارتفع وانفصل،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015