وأنشد الناظم على جواز الوجهين قوله: [البسيط].

(أودى الشباب الذي مَجْدُ عواقبُه ... فيدِ نَلَذُّ ولا لذاتِ للشيْب)

وهذا البيت لسلامة بن جندل, ولا دليل فيه, ووقع فيه تحريف.

أما الأول فلان العرب قالوا: لا أبا لزيد, ولا غلامَيّ لعَمْرو, أما على إضافة الاسم لما بعد اللام, وجعل اللام مقحمة بينهما, أو على تقدير الظرف صفة وتنزيل الموصوف بمنزلة المضاف والأول قول سيبوية والثاني /217/ قول بعضهم, واختاره الناظم, وأجاز على قياس هذا أن تكون الفتحة في: لا مالَ لزيد, فتحه أعراب على تقدير الإضافة أو شبهها, وأن يكون بناء على تقدير الظرف خبراً, فعلى هذا يجوز أن تكون الكسرة في (لذاتِ) لكونه معرباً مضافاً أو شبهه, فلا يلزم منه جواز (لا مسلماتِ) بالكسر.

وإما التحريف فلانً الصواب في أوله: إن الشباب. وقوله: (فيه نلذ) خبر لأنَّ, وعلى ما أورده لا يكون له ما يرتبط به, والذي أوله (أودى) بيت آخر, وهو أول القصيد, وهو:

(أودى الشباب حميداً ذو التعاجيبِ ... أودى وذلك شأوُ غيرُ مطلوب)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015