وروى أبو عمر ابن عبد البر (546) بسنده عن الليث بن سعد قال: بلغني أن زيد بن حارثة اكترى من رجل بغلا من الطائف اشترط عليه الكريّ أن ينزله حيث شاء، قال: فمال به إلى خربة فقال: انزل فنزل فإذا في الخربة قتلى كثيرة، فلما أراد أن يقتله، قال له: دعني أصلي ركعتين، قال: صلّ فقد صلّى قبلك هؤلاء فلم تنفعهم صلاتهم شيئا، قال: فلما صليت أتاني ليقتلني، قال: فقلت: يا أرحم الراحمين، قال: فسمع صوتا: لا تقتله، قال: فهاب ذلك، فخرج يطلب فلم ير شيئا، فرجع إلي فناديت يا أرحم الراحمين، ففعل ذلك ثلاثا، فإذا أنا بفارس على فرس بيده حربة حديد في رأسها شعلة من نار فطعنه بها فأنفذه من ظهره فوقع ميتا، ثم قال لي: لما دعوت المرة الأولى كنت في السماء السابعة فلما دعوت في المرة الثانية يا أرحم الراحمين كنت في السماء الدنيا فلما دعوت في المرة الثالثة يا أرحم الراحمين أتيتك. انتهى.
فوائد لغوية في ثماني مسائل:
الأولى: ابن طريف: بشرتك بالخير بفتح الشين وكسرها بشارة بكسر الباء وضمها وأبشرتك بالخير أيضا. وفي «الديوان» (2: 351) بشّرتك مشددا؛ وقاله ابن القوطية (1: 63) وفي «الصحاح» (2: 590- 591) وتقول: أبشر بخير بقطع الألف، ومنه قوله تعالى وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (فصلت: 30) ، والبشارة المطلقة لا تكون إلا بالخير، وإنما تكون بالشر إذا كانت مقيدة به كقوله تعالى فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ*، وبشرت الرجل بشرا وبشورا من البشرى، وكذلك الإبشار والتّبشير ثلاث لغات، وتباشر القوم: بشّر بعضهم بعضا، والتّباشير: البشرى، والبشير: المبشّر.
الثانية: في «المشارق» (2: 108) العالية ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها وعمائرها، والسافلة ما كان من ذلك من جهة تهامة.
الثالثة: في «المشارق» (1: 305) الرّوحاء بفتح الراء ممدود: بينه وبين المدينة