الأمارة بمعنى العلامة فهي بفتح الهمزة لا غير، كذلك، قيّدها الهروي والفارابي، وأنشدا جميعا: [من الطويل]
إذا طلعت شمس النهار فإنها ... أمارة تسليمي عليك فسلّمي
رضي الله تعالى عنه.
ذكر أبو عمر ابن عبد البر في «الاستيعاب» (1151) أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة «1» : لأي شيء كان أبو بكر يكتب من خليفة رسول الله، وكان عمر يكتب من خليفة أبي بكر، ومن أوّل من كتب من عبد الله أمير المؤمنين؟ قال: حدثتني الشفاء، وكانت من المهاجرات الأول، أن عمر بن الخطاب كتب إلى عامل العراق: أن ابعث إليّ برجلين نبيلين أسألهما عن العراق، فبعث إليه عامل العراق لبيد بن ربيعة العامري، وعديّ بن حاتم الطائي، فلما قدما المدينة أناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد فإذا هما بعمرو بن العاص، فقالا له: استأذن لنا على أمير المؤمنين يا عمرو، فقال عمرو:
أنتما والله أصبتما اسمه، نحن المؤمنون وهو أميرنا، فوثب عمرو فدخل على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: ما بدا لك في هذا الاسم؟ يعلم الله لتخرجنّ مما قلت أو لأفعلن، قال: إن لبيد بن ربيعة وعديّ بن حاتم قدما فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد ثم دخلا المسجد وقالا لي: استأذن لنا على أمير المؤمنين، فهما والله أصابا اسمك، أنت الأمير ونحن المؤمنون، قال: فجرى الكتاب من يومئذ. انتهى.
رحمه الله تعالى: