فنزلنا تحت ظل الشجر، فلما زالت الشمس لبست لأمتي وركبت فرسي، فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو في فسطاطه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، قد حان الرواح، قال: أجل، ثم قال: يا بلال، فثار من تحت شجرة كأن ظله ظلّ طائر فقال: لبيك وسعديك وأنا فداؤك، فقال: اسرج لي الفرس، فأخرج سرجا دفتاه من ليف ليس فيهما أشر ولا بطر فركب وركبنا، وساق الحديث.
قال أبو داود (2: 649) أبو عبد الرّحمن الفهري ليس له إلا هذا الحديث، وهو حديث نبيل جاء به حماد بن سلمة. انتهى، ذكره في كتاب الأدب.
قد اختلف في نصّ هذا الحديث المروي عن أبي عبد الرّحمن الفهري، ففي كتاب ابن حيان أنه من لبد، وعن الطيالسي (196) والسجستاني (2: 649) أنه من ليف، ولم يجىء في أشعار العرب في سروجهم إلا أنّه من لبد، وقال امرؤ القيس:
[من الطويل]
كميت يزلّ اللّبد عن حال متنه
«1» ولسلامة بن جندل «2» : [من البسيط]
من كلّ حتّ إذا ما ابتلّ ملبده ... صافي الأديم أسيل الخدّ يعبوب «3»