أنك استثقلتني وتخففت مني، فقال: كذبوا، ولكني خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا عليّ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيّ بعدي. فرجع علي بن أبي طالب إلى المدينة، ومضى رسول الله صلّى الله عليه وسلم على سفره. انتهى.

وروى النسائي رحمه الله تعالى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه، قال: لما غزا رسول الله صلّى الله عليه وسلم غزوة تبوك خلّف عليا في المدينة، فقالوا فيه: ملّه وكره صحبته، فتبع علي النبيّ صلّى الله عليه وسلم حتى لحقه بالطريق، قال: يا رسول الله خلفتني بالمدينة مع الذراري والنساء حتى قالوا: ملّه وكره صحبته، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم: إنما خلفتك على أهلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي. انتهى.

تنبيه:

قد تقدم ذكر علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه في باب القاضي «1» فأغنى عن الإعادة هنا.

فوائد لغوية في ثلاث مسائل:

الأولى: الفارابي (3: 26) الشقة: السفر البعيد، وفيها لغتان ضمّ الشين وكسرها.

الثانية: الفارابي صمد يصمد- بفتح الميم في الماضي وضمها في المستقبل- صمدا: قصد.

الثالثة: قال البكري (609) : «ذباب» بضم الذّال المعجمة على لفظ الواحد من الذّبّان: جبل بجّبانة المدينة أسفل من ثنيّة المدينة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015