قال أبو عمر رحمه الله تعالى (1115) وفضائله لا يحيط بها كتاب، وقد أكثر الناس من جمعها.
(1121) وبويع له بالخلافة رضي الله تعالى عنه يوم قتل عثمان رضي الله تعالى عنه ورحمهما. اجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار، وتخلّف عن بيعته منهم نفر فلم يهجهم ولم يكرههم، وسئل عنهم فقال: أولئك قوم قعدوا عن الحقّ ولم يقوموا مع الباطل، وفي رواية أخرى: أولئك قوم خذلوا الحقّ ولم ينصروا الباطل.
ومن «كامل التاريخ» (3: 191) : وكان أول من بايعه طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه فنظر إليه حبيب بن ذؤيب فقال: إنا لله أول من بدأ بالبيعة يد شلّاء، لا يتم هذا الأمر.
قال أبو عمر في «الاستيعاب» (765) أبلى طلحة يوم أحد بلاء حسنا، ووقى رسول الله صلّى الله عليه وسلم بنفسه، واتقى عنه النبل بيده حتى شلّت إصبعه رضي الله تعالى عنه. وروى البخاري رحمه الله تعالى عن قيس بن أبي حازم قال:
رأيت يد طلحة التي وقى بها النبيّ صلّى الله عليه وسلم قد شلّت.
وقال أبو عمر (1123) لما تعاقد الخوارج على قتل علي رضي الله تعالى عنه وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان، وخرج منهم ثلاثة نفر لذلك، كان عبد الرّحمن بن ملجم لعنه الله تعالى هو الذي اشترط قتل علي رضي الله تعالى عنه فدخل الكوفة عازما على ذلك، واشترى لذلك سيفا بألف وسقاه السمّ- فيما زعموا- حتى لفظه، وكان في خلال ذلك يأتي عليا رضي الله تعالى عنه ويسأله ويستحمله فيحمله إلى أن وقعت عينه على قطام امرأة من بني عجل بن لجيم، وكانت ترى رأي الخوارج، وكان عليّ قتل أباها وإخوتها بالنهروان، وكانت امرأة رائعة جميلة فأعجبته ووقعت في نفسه فخطبها فقالت: قد آليت ألا أتزوج إلا على مهر لا أريد سواه، فقال: وما هو؟ فقالت: ثلاثة آلاف وقتل عليّ بن أبي طالب، فقال: والله لقد قصدت لقتل علي بن أبي طالب والفتك به،