فاستحييت منه، فشهدت له. فقال: لا أرضى منك؛ إلا أن تأتيه، فتطأ قفاه، وتبزق في وجهه. فوجده ساجداً في دار الندوة، ففعل ذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا ألقاك خارج مكة؛ إلا علوت رأسك بالسيف)) . فأسر يوم بدر، فأمر عليَّاً فقتله.
- (5/2560) .
- هذه القصة أوردها السيوطي في ((الخصائص)) و ((الدر المنثور)) ، وقال: ((أخرج ابن مردويه وأبو نعيم في ((الدلائل)) بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ... (وذكر القصة)) ) ، وتبعه على ذلك الصالحي في ((سبيل الهدى والرشاد)) ، ونقله الوادعي في ((أسباب النزول)) ، ومؤلف ((مرويات غزوة بدر)) ، ومحققو ((تفسير البغوي)) (دار طيبة) ، ومحقق ((الدلائل)) لأبي نعيم (دار ابن كثير) ، ولم أجد السند الصحيح الذي يشير إليه السيوطي من طريق سعيد بن جبير، بل الذي في ((الدلائل)) المطبوع من طريقٍ مسلسلةٍ بالكذابين: محمد بن مروان (السدي الصغير) عن محمد بن السائب (وفي المطبوع تحرفت ابن المسيب) وهو الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس به، وقد أشار إليها السيوطي في ((الدر المنثور)) ، مما يؤكد أنه اطلع على الروايتين عند أبي نعيم، وقد يكون وهماً منه، تبعه بعده كثيرون، خاصة وأن الحافظ في تخريجه لـ ((الكشاف)) أشار إلى رواية الكلبي فقط.
والقصة أوردها: البلاذري في ((أنساب الأشراف)) من مرسل عبد الرحمن بن سابط، وابن جرير من مرسل الشعبي ومِقْسَم مولى ابن عباس ومجاهد، ورواها أيضاً بإسناد منقطع عن عطاء الخرساني عن ابن عباس، وعطاء لم يسمع من ابن عباس، وروى نحوها عبد الرزاق في ((المصنف)) من مرسل مقسم مولى ابن عباس ومرسل الزهري.
انظر: ((دلائل النبوة)) لأبي نعيم (2/606) ، ((أنساب الأشراف))
(1/137) ، ((تفسير الطبري)) (19/8) ، ((المصنف)) (5/355) ،
((سبيل الهدى والرشاد)) (2/616) ، ((الكشاف)) (4/121) ،
((مرويات غزوة بدر)) (ص138) ، ((الدر المنثور))