فالتفت، فرآني، فقال: ((من هذا؟)) . فقلت: أبو ذر - جعلني الله فداك -. قال: ((يا أبا ذر! تعال!)) . قال: فمشيت معه ساعة. فقال لي: ((إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة؛ إلا من أعطاه الله خيراً، فجعل يبثه عن يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيراً)) . قال: فمشيت معه ساعة، فقال لي: ((اجلس هاهنا)) . فأجلسني في قاع حوله حجارة، فقال لي: ((اجلس هاهنا حتى أرجع إليك)) . قال: فانطلق في الحرة حتى لا أراه، فلبث عني، حتى إذا طال اللبث، ثم إني سمعته وهو مقبل يقول: ((وإن زنى وإن سرق؟)) . قال: فلما جاء؛ لم أصبر، حتى قلت: يا نبي الله! جعلني الله فداك، من تكلمه في جانب الحرة؟ فإني سمعت أحداً يرجع إليك. قال: ((ذلك جبريل، عرض لي جانب الحرة، فقال: بشِّر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً؛ دخل الجنة. قلت: أيا جبريل! وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم. قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم. وإن شرب الخمر)) .

- (2/678) .

- صحيح.

- رواه: البخاري، ومسلم.

انظر: ((جامع الأصول)) (9/192) .

239 - حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من نفس تموت، لا تشرك بالله شيئاً؛ إلا حلَّت لها المغفرة، إن شاء الله عذبها، وإن شاء غفر لها؛ {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُّشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ} )) .

- (2/679) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015