ومن ضعفه ممن سبق، ضَعَّفَه لسوء حفظه، كما قال أبو زرعة، وغيره.

وقد ذُكر فيه أمور أخرى: الاختلاط، وقبوله التلقين، واحتراق كتبه، والتدليس، وقد سبق ذكر شيء منها في كلام من ضعفه.

أما الاختلاط:

فقد ذكر الحاكم في «المستدرك» (2/ 390) أنه اختلط في آخر عمره.

لكن ابن سعد ذكر أن أهل مصر - وهم أهل بلده - ذكروا أنه لم يختلط.

فالصواب أنه لم يختلط، لأن أهل مصر أدرى به، وهُوَ سَيءُ الحفظ، وربما زاد سوءاً في آخر عمره.

قال ابن معين: ليس بشيء، تغيَّر أو لم يتغير.

وبعضهم ذكر الاختلاط بعد احتراق كتبه، وسيأتي بيانه.

وأما قبوله التلقين:

قاله قتيبة بن سعيد، وأبو الأسود فيما نقله عنه أبو حاتم الرازي، وسعيد بن أبي مريم وقيَّده بأنه في آخر عمره.

وأما احتراق كتبه:

أثبته: الفلاس، وإسحاق الطباع، وابن حبان، والخطيب.

ونفاه: ابن معين، وأبو زرعة.

وتوسط قوم فقالوا: لم يحترق من كتبه إلا القليل، وأما جُلُّ أصوله فقد بقيت على حالها.

وقال بذلك: عثمان بن صالح السهمي، والذهبي.

قال الذهبي في «السير»: الظاهر أنه لم يحترق إلا بعض أصوله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015