وأخرجه الترمذي في «جامعه» (ص 153)، كتاب الحج، باب ما جاء: كم حج النبي - صلى الله عليه وسلم -، حديث (815)، وابن خزيمة في «صحيحه» (4/ 352) (3056)، والحاكم في «المستدرك» (1/ 642) (1726) من طريق زيد بن الحباب.
كلاهما: (عبد الله بن داود، وزيد بن الحباب) عن الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حج ثلاث حجج: حجتين قبل أن يهاجر، وحجة بعد ما هاجر، ومعها عمرة، فساق ثلاثةً وستين بدنة، وجاء علي من اليمن ببقيتها فيها جَمَل لأبي جهل في أنفه بُرَّة من فضة، فنحرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كل بدنة ببضعة، فطُبخت وشُرب من مرقها). هذا لفظ الترمذي.
وقال الترمذي: [هذا الحديث غريب من حديث سفيان، لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حباب، ورأيت عبد الله بن عبد الرحمن روى هذا الحديث في كتبه عن عبد الله بن أبي زياد، وسألت محمداً عن هذا فلم يعرفه من حديث الثوري، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورأيته لم يَعُدَّ هذا الحديث محفوظاً، وقال إنما يُروى عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، مرسلاً].
وأما الحاكم فقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي في «التلخيص».
رواية ابن خزيمة، والحاكم، مختصراً، فيه ذكر عدد الحِجَج، ولم يُذكر فيه الشاهد.
والحديث كما قال البخاري: غير محفوظ.
خلاصة ما سبق: أنه ليس للحديث طريق صحيح، وأصح ما ورد، ما رواه مالك في «الموطأ» ... - كما سبق - عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، مرسلاً.