72 - قال المصنف - رحمه الله -[1/ 629 - 630]: وروى «البيهقيُّ» في أواخر الباب السابع والأربعين من «الشعب» عن معاذ بن جبل قال: كان في بني إسرائيل رجلٌ عقيمٌ، لا يُولَد له، وكان يخرج فإذا رأى غلاماً من غِلمَان بني اسرائيل عليه حُليٌ، يخدَعُهُ حتى يُدخِلَه بيتَه، فيقتُلُه ويُلقِيهِ في مطمورةٍ له، فبينما هو كذلك، إذْ لقي غلامين أخوين، عليهما حُليٌ، فأدخلهما بيته، وقتلَهما، وطرحَهما في مَطْمُورَتِه؛ وكانت له امرأةٌ مسلمةٌ تنهاه عن ذلك، وتقول له: إني أُحذِّرُكَ النقمةَ من الله - عز وجل -. فيقول: لو أنَّ الله يأخذني على شيء، لأخذني يومَ فعلتُ كذا وكذا، فتقولُ له المرأة: إنَّ صاعَك لم يَمْتَلاء، ولو امتلأ صاعُكَ، لأُخذت؛ فلمَّا قَتَلَ الغلامين، خرج أبوهما في طلبهما، فلم يجدْ أحداً يخبرُهُ عنهما، فأتى نَبِيَّاً من أنبياء بني إسرائيل، وذكر ذلك له؛ فقال له ذلك النبيُّ: هل كان معهما لُعْبَةٌ يلعبان بها؟ فقال أبوهما: نعم، كان لهما جَرْوٌ. قال فائتني به، فأتاه به، فوضعَ النبيُّ خاتَمه بين عينيه، ثم خلّى سبيله، ثم قال: أولُ دارٍ يدخلُها من دور بني إسرائيل، فيها ولداك؛ فأقبل الجروُ يتخلَّلُ الدورَ، حتَّى دخلَ داراً من دُور بني اسرائيل، فدخلوا خلفَه، فوجدوا الغلامين مقتولين مع غِلمانٍ كثيرةٍ قد قتلهم، وطرحهم في المطمورة. فانطلقوا به إلى ذلك النبي - عليه السلام - فأمرَ بهِ أن يُصْلَب، فلمَّا رُفِعَ إلى الخشبة، أتَتْهُ امرأتُه، وقالت: قد كنتُ أُحَذِّرُكَ هذا اليوم، وأُخبِرُك أنَّ اللهَ غيرُ تارِكُكَ، وأنت تقول: لو أنَّ الله يأخُذُني على شيء، لأخذني يومَ فعلتُ كذا وكذا. فأخبرُك أن صاعَك لم يمتلاء بَعْدُ، ألا وإنَّ صاعَك قدْ امتَلأ).
قال البيهقي - رحمه الله -: أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني - إملاء - قال: أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي بمكة، قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: أخبرنا عمرو بن محمد