47 - قال المصنف - رحمه الله -[1/ 613]: ثُمَّ أَسْنَدَ أيْضَاً هُوَ (?)، وَأَبُوْ يَعْلَى المَوْصِلِيِّ، عَنْ جَابِر بنِ عَبْدِ اللهِ، أنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ - رضي الله عنه - في سَنَةٍ مِنْ سِنِيِّ خِلافَته، فُقِد الجَرَادُ، فَاهْتَمَّ لِذَلِكَ هَمَّاً شَدِيْدَاً، فَبَعَثَ إِلى اليَمَنِ رَاكِبَاً، وَإِلى الشَّامِ رَاكِبَاً، وإلى العِرَاقِ رَاكِبَاً، كُلٌّ يَسْألُ: هَلْ رَأَوْا الجَرَادَ؟ فَأَتَاهُ الرَّاكِبُ الذِي سَارَ إِلى اليَّمَنِ بِقَبضَةٍ مِنْهُ، فَنَثَرَها بَينَ يَديْهِ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ الجَرَادَ، كَبَّرَ، وقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ أَلْفَ أُمَّةٍ، سِتّمِئةٍ مِنْهَا فِي البَحْرِ، وَأرْبَعَمِئةٍ في البَرِّ؛ وإِنَّ أَوَّلَ هَلَاكِ هَذِهِ الأُمَمُ: الجَرَادُ، فِإذَا هَلَكَ الجَرَادُ، تَتَابَعتِ الأمَمُ مِثْلُ النِّظَامِ إذا قُطِعَ سِلْكُهُ».
ورَوَاهُ ابنُ عَدِيٍّ، فِي تَرْجَمَة «محمَّدِ بنِ عَيْسَى العَبْدِي»، وَذَكَرَهُ الحَكِيْمُ التِّرْمِذِيُّ فِي «نَوَادِرِهِ» ....... وهُوَ فِي «الكَامِلِ»، وَ «المِيْزَانِ» فِي تَرْجَمَةِ «محمِّد بِنْ عِيْسَى بنِ كَيسَان».
قال أبو يعلى - رحمه الله -: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عُبيد بن واقد، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن كيسان، قال: حدثنا ابن المنكدر، عن جابر - رضي الله عنه - قال: قَلَّ الجرادُ في سَنَةٍ مِن سِنِيِّ عمر - رضي الله عنه - التي ولي فيها، فسأل عنه، فلم يخبر بشيء، فاغتم لذلك، فأرسل راكباً
إلى اليمن، وراكباً إلى الشام، وراكباً إلى العراق، فسأل: هل روي من الجراد شيء، أم لا؟ فأتاه الراكب الذي من قبل اليمن بقبضة من جراد، فألقاها بين يديه، فلما رآها، كبَّر ثلاثاً، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «خلق الله - عز وجل - ألفَ أُمَّةٍ: منها ستمئة في البحر، وأربعمئة في البر، فأول شيء يهلك من هذه الأمة: الجراد، فإذا هلكت، تتابعت مثل النظام إذا انقطع سلكه».