ابن حبيب، قال: قالت عائشة - رضي الله عنها - فذكرت نحوه. وفيه الشاهد.
فالخلاصة: أن حديث عبد العزيز الماجشون أرجحُّ وأصحُّ من حديث عبد العزيز الدراوردي، لأنه أثبت منه، ولأن الدراوردي خالَفَ فأدخل موسى بن عمران بن منَّاح.
إلا أن ابن حجر في «المطالبة العالية» (15/ 729) أورد طريق الدراوردي من «مسند ابن أبي عمر» التي فيها زيادة «موسى بن مناح»، ثم أورد بعده طريق عبد العزيز الماجشون من «مسند الحارث» ثم قال: [وقد تبين برواية ابن أبي عمر تقصير عبد العزيز].أي: الماجشون، والراجح أن رواية الماجشون أصحُّ، وقد تُوبع عليه. بخلاف رواية الدراوردي.
فالحملُ على الدراوردي لا على الماجشون، وقد رجَّح الدارقطني روايةَ الماجشون، حيث سئل عن الحديث كما في «العلل» (14/ 233) (3586) فقال: [يرويه عبد الواحد بن أبي عون، واختلف عنه:
فرواه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن
القاسم بن محمد، عن عائشة.
وخالفه الدراوردي، فرواه عن عبد الواحد بن أبي عون، عن موسى بن منَّاح (?) - ويقال: ساج (?) - عن القاسم، عن عائشة.
ورُوي عن الحميدي، عن الدراوردي، عن عبد الواحد، عن القاسم. لم يذكر بينهما أحداً.
وحدّث بهذا الحديث الحسين بن بسطام الأُبلي، عن أبي موسى محمد بن المثنى، عن أبي داود، عن عبد العزيز الماجشون، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن عروة، عن عائشة، ووهم ابن بسطام في قوله: عن عروة. وإنما هو: عن القاسم، عن عائشة.