قال ابن سعد: كان ثقة، ثبتاً، كثير الحديث، حجة. وقال أبو حاتم: ثقة، إمام في الحديث.

ووثقه ابن معين، والعجلي، والدارقطني، وغيرهم.

وقد ذُكر فيه أمران:

الأول: التدليس.

قال يعقوب بن شيبة: (هشام ثقة ثبت، لم يُنكر عليه شيء، إلاَّ بعد ما صار إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية عن أبيه؛ فأنكر ذلك عليه أهل بلده، والذي نراه أنه كان لا يحدث عن أبيه إلاَّ بما سمع منه، فكان تسهُّلُه أنه أرسل عن أبيه ما كان يسمعه من غير أبيه، عن أبيه).

قال ابن حجر في «هدي الساري»: هذا هو التدليس.

قال ابن رجب في تعليل ذلك: (وهذا فيما نرى أن كتبه لم تكن معه في العراق فيرجع إليها).

قال الذهبي: (في حديث العراقيين عن هشام أوهام تحتمل، كما وقع في حديثهم عن معمر أوهام).

والذي يظهر أن تدليس هشام كان قليلاً، ولم يشتهر بذلك كما قال العلائي، لذا أورده ابن حجر في المرتبة الأولى من مراتب الموصوفين بالتدليس، وهم: من لم يوصف بالتدليس إلا نادراً.

وهناك من نفى تدليسه مطلقاً، ووجَّه الكلام حوله، كما قرره المعلمي، قال في «التنكيل»: ( ... والتحقيق أنه لم يُدلس قط، ولكن كان ربما يحدث بالحديث عن فلان، عن أبيه، فيسمع الناس منه ذلك، ويعرفونه، ثم ربما ذكر ذلك الحديث بلفظ: «قال أبي»، أو نحوه، اتكالاً على أنه قد سبق منه بيان أنه إنما سمعه من فلان عن أبيه، فيغتنم بعض الناس حكايته الثانية، فيروي ذاك الحديث عنه، عن أبيه؛ لما فيه صورة العلو، مع الاتكال على أن الناس قد سمعوا روايته الأولى، وحفظوها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015