يهودية يريد إدخالها في الإسلام، اللهُ أجل وأكرم من أن يُعذِّب على طاعته؛ ألم تسمع لقول الله - تبارك وتعالى -: وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ: إنما يعني دؤوبهما في الطاعة، فكيف يعذب عبدين يثنى عليهما أنهما دائبان في طاعته؟! قاتل الله هذا الحبر، وقبح حبريته، ما أجرأه على الله!؟ وأعظم فريته على هذين العبدين المطيعين لله؛ قال: ثم استرجع مراراً، وأخذ عويداً من الأرض، فجعل ينكته في الأرض، فظل كذلك ما شاء الله، ثم إنه رفع رأسه، ورمى بالعويد، قال: ألا أحدثكم بما سمعت من رسول الله يقول في الشمس والقمر، وبدء خلقهما، ومصير أمرهما .........
فذكر ابن عباس حديثاً مرفوعاً مطولاً جداً - جاء في ثمان صفحات -
وفي آخره:
فإذا نفخ في الصور، وقامت الساعة، وميَّز الله بين أهل الجنة وأهل النار، ولمَّا يدخلوهما بعد، إذْ يدعو الله - عز وجل - بالشمس والقمر، فيجاء بهما أسودين مكورين، قد وقعا في زلزال وبلبال، ترعد فرائصهما من هول ذلك اليوم، ومخافة الرحمن، حتى إذا كانا حيال العرش، خرَّا للهِ ساجدين، فيقولان: إلهنا، قد علمتَ طاعتنا ودؤوبنا في عبادتك، وسرعتنا للمضي في أمرك أيام الدنيا، فلا تعذبنا بعبادة المشركين إيانا، فإنا لم ندعُ إلى عبادتنا، ولم نذهل عن عبادتك، قال: فيقول الرب - تبارك وتعالى -: صدقتما، وإني قضيت على نفسي أن أبداء وأعيد، وإني معيدكما فيما بدأتكما منه، فارجعا إلى ما خلقتما منه». قالا: إلهنا، وممَّ خلقتنا؟ قال: «خلقتكما من نور عرشي، فارجعا إليه» قال: فيلتمع من كل واحدة منهما برقة، تكاد تخطف الأبصار نوراً، فتختلط بنور العرش، فذلك قوله - عز وجل -: يُبْدِئُ وَيُعِيدُ.
قال عكرمة: فقمتُ مع النفر الذين حدثوا به، حتى أتينا كعبا، فأخبرناه بما كان من وجد ابن عباس من حديثه، وبما حدَّثَ عن رسول الله، فقام كعب معنا، حتى أتينا ابن عباس، فقال: