وله عند أحمد "2/ 126" طريق أخرى عن ابن عمر.
ولحديثه الأول عند أبي نعيم شاهد من حديث ابن عباس, ساق لفظه الهيثمي، وقال:
"رواه الطبراني في "الكبير" "12/ 84/ 12552"، ورجاله ثقات.
وروى بعضه الخطيب في "تاريخه" "1/ 24 و25"، ومن طريقه ابن عساكر من حديث معاذ بن جبل.
فيُسْتَفَادُ من مجموع طرق الحديث أن المراد من "نجد" في رواية البخاري, ليس هو الإقليم المعروف اليوم بهذا الاسم، وإنما العراق، وبذلك فسَّره الإمام الخطَّابِيّ والحافظ بن حجر العسقلاني، وتجد كلامهما في ذلك في "شرح كتاب الفتن" من "صحيح البخاري" للحافظ.
وقد تحقق ما أنبأ به -عليه السلام، فإن كثيرًا من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق، كالقتال بين سيدنا علي ومعاوية، وبين علي والخوارج، وبين علي وعائشة، وغيرها مما هو مذكور في كتب التاريخ؛ فالحديث من معجزاته -صلى الله عليه وسلم- وأعلام نبوته.
ومن ذلك تعلم أن الأستاذ/ صلاح الدين المُنجد, أخطأ في حشر هذا الحديث في الأحاديث الموضوعة في المقدمة, والله المُستعان.