1 - حَدِيث أبي أُمَامَة: أَن ثَعْلَبَة بن حَاطِب قَالَ يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَرْزُقنِي مَالا قَالَ «يَا ثَعْلَبَة قَلِيل تُؤدِّي شكره خير من كثير لَا تُطِيقهُ» قَالَ: يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَرْزُقنِي مَالا، قَالَ «يَا ثَعْلَبَة أما لَك فِي أُسْوَة أما ترْضَى أَن تكون مثل نَبِي الله تَعَالَى؟ أما وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو شِئْت أَن تسير معي الْجبَال ذَهَبا وَفِضة لَسَارَتْ» قَالَ: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ نَبيا لَئِن دَعَوْت الله أَن يَرْزُقنِي مَالا لَأُعْطيَن كل ذِي حق حَقه، وَلَأَفْعَلَن، وَلَأَفْعَلَن. قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم «اللَّهُمَّ ارْزُقْ ثَعْلَبَة مَالا» فَاتخذ غنما فَنمت كَمَا يَنْمُو الدُّود فضاقت عَلَيْهِ الْمَدِينَة فَتنَحَّى عَنْهَا فَنزل وَاديا من أَوديتهَا حَتَّى جعل يُصَلِّي الظّهْر وَالْعصر فِي الْجَمَاعَة ويدعوا مَا سواهُمَا، ثمَّ نمت وَكَثُرت فَتنَحَّى حَتَّى ترك الْجَمَاعَة إِلَى الْجُمُعَة، وَهِي تنمو كَمَا يَنْمُو الدُّود حَتَّى ترك الْجُمُعَة وتفق يلقى الركْبَان يَوْم الْجُمُعَة فيسألهم عَن الْأَخْبَار فِي الْمَدِينَة، وَسَأَلَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنهُ فَقَالَ «مَا فعل ثَعْلَبَة بن حَاطِب؟» فَقيل: يَا رَسُول الله اتخذ غنما فضاقت عَلَيْهِ الْمَدِينَة، وَأخْبر بأَمْره كُله، فَقَالَ «يَا وَيْح ثَعْلَبَة يَا وَيْح ثَعْلَبَة يَا وَيْح ثَعْلَبَة» قَالَ وَأنزل الله تَعَالَى {خُذ من أَمْوَالهم صَدَقَة تطهرهُمْ وتزكهم بهَا وصل عَلَيْهِم إِن صَلَاتك سكن لَهُم} وَأنزل الله تَعَالَى فَرَائض الصَّدَقَة، فَبعث رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا من جُهَيْنَة ورجلا من بني سليم عَلَى الصَّدَقَة، وَكتب لَهما كتابا بِأخذ الصَّدَقَة وَأَمرهمَا أَن يخرجَا فيأخذا من الْمُسلمين: وَقَالَ "مرا بِثَعْلَبَة بن حَاطِب وبفلان - رجل من بني سليم - وخذا صدقاتهما: فَخَرَجَا حَتَّى أَتَيَا ثَعْلَبَة، فَسَأَلَاهُ الصَّدَقَة وَأَقْرَآهُ كتاب رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ مَا هَذِه إِلَّا جِزْيَة مَا هَذِه إِلَّا جِزْيَة مَا هَذِه إِلَّا أُخْت الْجِزْيَة! انْطَلقَا حَتَّى تفرغا ثمَّ تعودا إِلَيّ فَانْطَلقَا نَحْو السليمي فَسمع بهما فَقَامَ إِلَى خِيَار أَسْنَان إبِله فعزلها للصدقة، ثمَّ استقبلهما بهَا، فَلَمَّا رأوها قَالُوا: لَا يجب عَلَيْك ذَلِك وَمَا نُرِيد نَأْخُذ هَذَا مِنْك، قَالَ بلَى خذوها، فَلَمَّا فرغا من صدقاتهما رجعا حَتَّى مرا بِثَعْلَبَة فَسَأَلَاهُ الصَّدَقَة فَقَالَ: أروني كتابكما، فَنظر فِيهِ فَقَالَ: هَذِه أُخْت الْجِزْيَة! انْطَلقَا حَتَّى أرَى رَأْيِي فَانْطَلقَا حَتَّى أَتَيَا النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا رآهما قَالَ «يَا وَيْح ثَعْلَبَة» قبل أَن يُكَلِّمَاهُ ودعا للسليمي فَأَخْبَرَاهُ بِالَّذِي صنع ثَعْلَبَة وَبِالَّذِي صنع السليمي فَأنْزل الله تَعَالَى فِي ثَعْلَبَة {وَمِنْهُم من عَاهَدَ الله لَئِن أَتَانَا من فَضله لنصدقن ولنكونن من الصَّالِحين، فَلَمَّا أَتَاهُم من فَضله بخلوا بِهِ وتولوا وهم معرضون، فأعقبهم نفَاقًا فِي قُلُوبهم إِلَى يَوْم يلقونه بِمَا أخْلفُوا الله مَا وعدوه وَبِمَا كَانُوا يكذبُون} " وَعند رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل من أقَارِب ثَعْلَبَة، فَسمع مَا أنزل الله فِيهِ، فَخرج حَتَّى أَتَى ثَعْلَبَة فَقَالَ: لَا أم لَك يَا ثَعْلَبَة! قد أنزل الله فِيك كَذَا، فَخرج ثَعْلَبَة حَتَّى أَتَى النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلَهُ أَن يقبل مِنْهُ صدقته فَقَالَ «إِن الله مَنَعَنِي أَن أقبل مِنْك صدقتك، فَجعل يحثو التُّرَاب عَلَى رَأسه فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم» هَذَا عَمَلك أَمرتك فَلم تُطِعْنِي" فَلَمَّا أَبَى أَن يقبل مِنْهُ شَيْئا رَجَعَ إِلَى منزله، فَلَمَّا قبض رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم جَاءَ بهَا إِلَى أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ فَأَبَى أَن يقبلهَا مِنْهُ، وَجَاء بهَا إِلَى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فَأَبَى أَن يقبلهَا مِنْهُ، وَتُوفِّي ثَعْلَبَة بعد فِي خلَافَة عُثْمَان.
أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد ضَعِيف.