قلت: ورواه عبد بن حميد من حديث عبد الله بن أبي أوفى بلفظ أترون هذه رحيمة بولدها والذي نفسي بيده الله أرحم بالمؤمنين من هذه بولدها.
قال ابن أبي الدنيا: حدثنا أبي أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني عتبة بن عبد الرحمن قال لما ثقل أبو بكرة بكت ابنته فقال لا تبكي قالت يا أبتاه إن لم أبك عليك فعلى من أبكي قال لا تبكي فوالذي نفسي بيده ما في الأرض نفس أحب إلى أن يكون خرجت من نفسي هذه ولا نفس هذا الذباب ثم أقبل على حمران فقال ألا أخبرك لماذا خشيت والله أن يجىء أمر يحول بيني وبين الإسلام.
قال أبو عبد الله المرزباني: حدثنا أحمد بن محمد الجوهري حدثنا الغزي حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدارع حدثنا الوليد بن هشام القحذمي أخبرني عبد الله بن المغيرة عن المطيعي عن أبيه عن عروة قال أتيت عبد الله بن الزبير حين دنا الحجاج منه فقلت قد لحق فلان الحجاج ولحق فلان بالحجاج فقال:
فرت سلامان وفرت النمر ... وقد نلاقي معهم فلا نفر
فقلت له قد أخذت دار فلان ودار فلان فقال:
اصبر عصام إنه شرياق ... قد شق أصحابك ضرب الأعناق
وقامت الحرب بنا على ساق
فعرفت أنه لا يسلم نفسه فغاظني فقلت إنهم والله إن يأخذوك يقطعوك إرباً أرباً فقال:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً ... على أي جنب كان لله مصرعي