ثم أمر بها فرجمت ثم أمرهم فصلوا عليها فقال عمر يا رسول الله نصلي عليها وقد زنت قال والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت توبة أفضل من أن جاءت بنفسها لله لم يقل أبو داود عن أبان فشكت عليها ثيابها وحكى أبو داود عن الأوزاعي قال فشكت عليها ثيابها يعني بشدة ورواه كذلك أحمد وابن جرير وذكر الحافظ أبو بكر الخطيب في كتاب المبهمات حديث الغامدية وقال رواه عمران بن حصين وقال لامرأة من جهينة واسم هذه المرأة سبيعة وقيل آسية بنت الفرج وساق حديثها، وقد جاء في بعض طرقه بأنها القريشية وليس بين هذه النسب اجتماع وظاهر كلام الخطيب انها امرأة واحدة واختلف في نسبها هكذا نقله المنذري عن الخطيب قلت آسية بنت الفرج جرهمية أورد ابن منده قصتها من طريق أيوب بنت الفرج امرأة من جرهم وكان مسكنها الحجون بمكة فذكرها بطولها وقيل هي سبيعة بنت الحارث الأسلمية وقيل هي امرأة من قريش وهي غير الأسلمية أوردها هبة الله في الناسخ والمنسوخ وروى ابن منده من رواية عبيد بن عمير عن عائشة قالت سمعت سبيعة القرشية قالت يا رسول الله إني زنيت فأقم عليَّ حد الله فقال اذهبي حتى تضعي فذكر الحديث قال الحافظ في الإصابة سنده ضعيف وأخلق بها أن ثبت خبرها أن تكون هي سبيعة الأسلمية انتهى.
قال المنذري: وذكر بعضهم أن حديث عمران بن حصين فيه أنه قد أمر برجمها حين وضعت ولم يستأن بها وكذا روي عن علي أنه فعل بشراحة رجمها لما وضعت وإلى هذا ذهب مالك والشافعي وأصحاب الرأي وقال أحمد وإسحاق تترك حتى تضع ما في بطنها ثم تترك حولين حتى تفطمه ويشبه أن يكونا ذهبا إلى حديث بريدة وحديث عمران أجود إسناداً وقال بعضهم يحتمل أن تكونا امرأتين إحداهما وجد لولدها كفيل وقبلها والأخرى لم يوجد لولدها كفيل أو لم يقبل فوجب إمهالها حتى يستغنى عنها لئلا يهلك بهلاكها ويكون الحديث محمولاً على حالين ويرتفع الخلاف والله أعلم.