قتادة بن النعمان وهو الذي سقطت عينه ففي رواية البيهقي أنه كان ببدر وفي رواية أبي نعيم أنه بأحد وفي إسناده اضطراب وكذا رواه البيهقي من حديث أبي سعيد الخدري اهـ.
قلت: قال البيهقي في الدلائل في أثناء سياق غزوة بدر أخبرنا أبو سعد الماليني أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أبو يعلى ثنا يحيى الحماني ثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن قتادة بن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها فسألوا رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال لا فدعا به فغمز حدقته براحته فكان لا يدري أي عينيه أصيبت قلت ويحيى الحماني ضعيف ولم ينبه عليه العراقي وفي المواهب للقسطلاني وأصيبت يوم أحد عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته فأتى بها رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله إن لي امرأة أحبها وأخشى أن رأتني تقذرني فأخذها رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بيده وردها إلى موضعها وقال اللهم اكسه جمالاً فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظراً وكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرى وقد وفد على عمر بن عبد العزيز رجل من ذريته فسأله عمر من أنت فقال:
أبونا الذي سالت على الخدّ عينه ... فردّت بكف المصطفى أيما رُد
فعادت كما كانت لأوّل أمرها ... فيا حسن ما عين ويا حسن ما خدّ
فوصله عمر وأحسن جائزته.
قال السهيلي: ورواه محمد بن أبي عثمان عن مالك بن أنس عن محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد عن أخيه قتادة بن النعمان قال أصيبت عيناي يوم أحد فسقطتا على وجنتي فأتيت بهما النبي - صلّى الله عليه وسلم - فأعادهما مكانهما وبصق فيهما فعادتا تبرقان قال الدارقطني هذا حديث غريب عن مالك تفرد به عمار بن نصر وهو ثقة ورواه الدارقطني عن إبراهم الحربي عن عمار ابن نصر وأخرج الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الدلائل عن قتادة قال كنت يوم أحد اتقي السهام بوجهي دون وجه رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فكان آخرها سهماً ندرت منه حدقتي فأخذتها بيدي وسعيت إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فلما رآها في كفي دمعت عيناه فقال اللهم وقِ قتادة كما وقى وجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن