والدليل على أن الذبيح إسماعيل وأن القصة كانت قبل أن يولد إسحاق قول التوراة: "إن إبراهيم لما أهوى بالسكين إلى نحر ولده ناداه الملك: إبراهيم، إبراهيم قد علمت أنك تخشى الله حيث لم تمنعه ابنك وحيدك"1. وهذا من أدلّ الدليل على أنه إسماعيل.

فإن قالوا: فقد / (2/54/ب) نصت التوراة على أنه إسحاق.

قلنا: ذلك من تحريفكم. والدليل على كذبكم قوله: "ابنك وحيدك" فلو قلنا: إنه إسحاق لكان قوله: "وحيدك" باطلاً. وكيف يكون إسحاق واحده وابنه إسماعيل أكبر منه؟! 2. فليس واحده سوى إسماعيل. وقد نقلنا التواتر ومن خالف المتواتر فهو مخصوم به.

تابع للباب التّاسع: في إثبات الواضح المشهود من فضائح النّصارى واليهود

24- فضيحة أخرى: زعم اليهود أن الله تعالى لما رأى معاصي بني آدم قد كثرت على الأرض، قال: لقد ندمت إذ خلقت آدم. فأرسل ماء الطوفان وأباد ما على الأرض من الحيوان3 وزعموا أنه لما فعل ذلك ندم أيضاً وقال: لا أعود أفعل ذلك.

وذلك مذكور في سفر الخليقة4 من توارتهم، فقبح الله هذه الأحلام التي تترفع5 عن أمثالها الأنعام. وهل خفي عن علام الغيوب ما سيقترفه العباد ويجري في مستقبل الزمان من الصلاح أو الفساد؟. وإنما يتصور الندم والأسف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015