قلنا: لا نزاع في تسميته عليه السلام (كلمة) 1 كما سمّي إبراهيم
خليلاً2. وموسوى كليماً3، والتسميات لا حجر فيها، وإذ وافقناكمعلى تسمية المسيح كلمة، فمن أين لكم قِدَمُهَا؟ وبم تنكرون على من يزعم أن الكلمة عبارة عن الآية؟.
والآيات تسمى كلمات، وهو المعني بقوله: {مَا نَفَدَتْ كَلْمَاتُ الله} 4. يعني: آياته ومصنوعاته، وقد قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأَمَّهُ آيَةً ... } . [سورة المؤمنون، الآية: 50] . وقال: {وَجَعَلْنَاهَا وابْنَهَا آيَةً لِلعَالِمينَ} . [سورة الأنبياء، الآية: 91] . فهذا وجه.
ووجه آخر: وهو أن نقول: المعنى بإلقاء الكلمة إلى مريم تكوين المسيح من غير نطفة فحل، والمقصود أن الله اخترعه وكَوَّنه من غير تناسل معروف وقال له: كن، فكان. إذ كلّ أمر اتّصل بأمرور فهو ملقى إليه.