بيذ كان اندرس في جملة ما اندرس من رسوم دينهم ودنياهم في «دواپر» الأدنى وهو زمان نذكره في بابه حتى جدّدها «بياس بن پراشر» وفي «بشن پران» : إنّه يتجدّد في أوّل كلّ زمان من أزمنة «منّنتر» صاحب نوبة يملك أولاده كلّ الأرض ورئيس يرؤس العالم وملائكة يعمل لهم الناس قرابين النار و «بنات نعش» يجدّدون بيذ البائد في آخر كلّ نوبة، ولأجل ذلك انتدب بالقرب من زماننا «بسكر «1» » الكشميريّ من أجلّاء البراهمة لتفسير بيذ وتحريره بالكتبة واحتمل من الوزر ما كان يتحرّج عنه غيره إشفاقا عليه أن ينسى فيضيع عن الخواطر وذلك لما رأى من فساد نيّات الناس وقلّة رغبتهم في الخير بل في الواجب؛ ثمّ يزعمون أنّ فيه مواضع لا تقرأ في العمارات خوفا من إسقاط حبالى الناس والبهائم فيصحرون لقراءتها ولا يخلو منسوق من أمثال هذه التهاويل؛ وقد كنّا قدّمنا من كتبهم أنّها مقدّرة بأوزان كالأراجيز وأكثرها بوزن يسمّى «شلوك» للسبب الذي قدمناه، وجالينوس يرتضي ذلك ويقول في كتاب «قاطاجانس» : إنّ الحروف المفردة لأوزان الأدوية تفسد بالنسخ وتفسد أيضا بتعميه الحاسد ولهذا استحقّ «ديمقراطيس» أن تختار كتبه في الأدوية ويشهر أمرها وتحمد لأنّها مكتوبة بشعر موزون في اليونانيّة لكان جميلا، وهذا لأنّ المنثور أقبل للفساد من المنظوم، وليس «بيذ» على ذلك النظم السائر بل هو بنظم غيره، فمنهم من يقول: إنّه معجز لا يقدر أحد منهم أن ينظم مثله، والمحصّلون منهم يزعمون أنّ ذلك في مقدورهم لكنّهم ممنوعون عنه احتراما له؛ وقالوا: إنّ «بياس» قطعه أربع قطع هي: «ركبيذ» و «جزّربيذ» و «سام بيذ» و «اثر بن بيذ» وكان له أربعة «شش» وهم «3» التلامذة فعلّم كلّ واحد واحد أو حمّله إيّاه وهم على ترتيب القطع المذكورة: «پير» «بيشنپاين» «جيمن» «سمنت» ، ولكلّ واحدة من القطع