أنّه كان يرى أنّ الأنفس الناطقة تصير إلى لباس أجساد البهائم، وأنّه أتبع في ذلك خرافات فيثاغورس؛ وقال سقراط في كتاب «فاذن» : الجسد أرضيّ ثقيل رزين والنفس التي تحبّه تنقل وتتجذّب إلى المكان الذي تنظر إليه لجزعها ممّا لا صورة له ومن «ايذس» مجمع الأنفس فتتلوّث وتدور حول المقابر ومواضع الدفن فقد أريت فيه أنفس ما قد تخايلت بصورة الظلّ والخيال من الأنفس التي لم تفارق مفارقة نقيّة بل فيها جزوء من المنظور إليه، ثم قال يشبه ألّا تكون هذه أنفس الأخيار بل أنفس أهل الشرّة فتتحيّر في هذه الأشياء نقمة تنتقم منها لرداءة غذائها الأوّل ولا تزال كذلك حتى تربط أيضا في جسد بشهوة الصورة الجسميّة التي تبعتها ويكون رباطها في أبدان أخلاقها كالأخلاق التي كانت لها في العالم مثل من ليس له غير الأكل والشرب فيدخل في أجناس الحمير والسباع، والذي قدّم الظلم والتغلّب ففي أجناس الذئاب والبزاة والحدآن «1» ، وقال في المجامع: لو لم أرني صائرا أوّلا إلى آلهة حكماء سادة أخيار ثمّ من بعد إلى ناس ماتوا خير ممّن هاهنا لكان تركي الحزن على الموت ظلما، وقال في محلّى المثوبة والعقوبة: إنّ الإنسان إذا مات ذهب به «ذامون» وهو من الزبانية إلى مجمع القضاء ويحمله مع المجتمعين فيه قائد مأمور إلى «ايذس» حتى إذا أقام فيه ما ينبغي من الزمان أدوارا كثيرة وطويلة، وقد قال «طيلافوس «2» » : إنّ طريق «ايذس» مبسوطة، قال وأنا أقول لو كانت مبسوطة أو واحدة لا ستغنى القائد فيها، فأمّا النفس التي تشتهي الجسد أو كان عملها سيّئا غير عدل ومتشبّهة بالأنفس القاتلة هربت من هناك وتحيّزت في كلّ نوع إلى أن يمرّ عليها أزمنة فيؤتى بها ضرورة إلى المسكن الذي يشبهها، وأمّا الطاهرة فإنّها تصادف مرافقين وقوّادا آلهة وسكن الموضع الذي ينبغي، وقال: من كان من الموتى متوسّط السيرة فإنّهم يركبون على مراكب معدّة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015