فهذا طريقهم في المذنّبات والحكم عليها، وقليل منهم من يشتغل بالتحقيق اشتغال الطبيعيّين من اليونانيّين بالبحث عنها وعن مائيّة الآثار العلويّة فانهم لا يخلون فيها عن كلام القوّام بملّتهم، وذكر في «مج بران» انّ الأمطار اربعة والجبال اربعة وأصلها الماء، وأنّ الأرض منصوبة على اربعة من الفيلة في الجهات الأربع ترفع الماء بخراطيمها لتزكية الزروع، فترّشها امطارا في الصيف وثلوجا في الشتاء، وأن الدخان خادم المطر يرتفع اليه فيزيّن السحاب بالسواد، ولأجل الفيلة الأربعة قيل في كتاب طبّ الفيلة انّ من ذكورتها ما يقدم الناس حيلة فيتشاءم به، وهو في الرعلة غرّة ويسمّى «منكنه» ومنها ما يقدّم نابا واحدا ثمّ يكون منها ذوات انياب ثلاثة وأربعة وهي التي من نسل حاملات الأرض، ولا يتعرّض لها وإن وقعت في المصيدة خلّيت، وذكر في «باج بران» : انّ الريح والشعاع يرفعان الماء من البحر الى الشمس، فلو كان التقطّر من عندها لكان المطر حارّا ولكنّها تدفعه الى القمر حتى يتقطّر منه ويحيى بها العالم، وقيل في احداث الجوّ انّ الرعد هو صوت «ايراوت» وهو مركب «اندر» الرئيس من الفيلة اذا شرب من حوض «مانس» واغتلم فتغطمط، وأنّ قوس قزح قوس هذا الرئيس كما يضيفها عوامّنا الى رستم «1» . ونرى فيما قصصناه كفاية لمن اراد مداخلة الهند فخاطبهم في المطالب بحقيقة ما هم عليه.
فلنقطع الكلام الذي املّ بطوله وعرضه. ونستغفر الله في الحكايات الّا عن حقّ، ونستوقفه للاعتصام بما يرضيه، ونسترشده الى الوقوف على الباطل لنتّقيه، انّ الخير من عنده، وهو الرؤوف بعبيده، الحمد لله رب العالمين وصلواته على النبيّ محمّد وآله أجمعين.