انّ اكثر «بيذ» مشتمل على قرابين النار وصفة كلّ واحد منها، وتختلف في المقدار حتى لا يقدر على بعضها الّا كبار الملوك، مثل «اسميت» المعمول بالدابّة المسرّحة في العالم ترتعي من غير مانع والجنود تتبعها وتسوقها وتنادي عليها: انّها لملك العالم فليبرز اليها من يأبى ذلك، والبراهمة خلفها تقيم قرابين النار عند روثها، فإذا جالت أكناف العالم كانت طعمة للبراهمة ولصاحبها، وتخلف أيضا في المدّة حتى لا يقدر عليها إلّا من طال عمره وذلك معدوم في هذا الزمان، فلذلك تعطّل كثير منها وبقي القليل للاستعمال، والنار عندهم اكّالة لجميع الأشياء، ولذلك تتنجّس من مداخلة النجاسات ايّاها كالماء، وبسبب ذلك لا يتساهل الهند فيهما اذا كانا عند من ليس منهم لتنجّسهما به، وما أطعمت النار من نصيبها فهو راجع الى «ديو» لأنّها تخرج من أفواههم، والذي يطعمها البرهمن هو دهن وحبوب مختلفة من حنطة وشعير وأرزّ يلقيها فيها، ويقرأ من بيذ ما هو مفروض لذلك إن كان القربان لنفسه، ولا يقرأ شيئا عليها ان كان لغيره؛ وذكر في كتاب «بشن دهرم» : انّه كان فيما مضى من جنس «ديت» رجل قويّ شجاع وفي الملك متوسّع يسمّى «هرناكش» ، وله ابنة تسمّى «دكيش» دامت على الاجتهاد في العبادة وامتحان «1» النفس بالصوم والزهادة، فاستحقّت الإثابة