قال وتصغير هذا المدوّر او تدقيقه مفسد للأرض مظهر للشرّ في أهل النواحي الذين عملوه، والقليل من الغور فيه او النتوّ منه يمرّضهم، فإن ضرب وقت الصنعة بوتد تلف الرئيس وأهل بيته، وإن صدم في طريق حمله وأثّرت «1» فيه الصدمة هلك صانعه وانتشر الفساد والأمراض في تلك الأرض؛ وفي البلاد الجنوبيّة الغربيّة عن بلاد السند يكثر هذه الصورة في البيوت المفروضة لعبادتهم إلّا ان «سومنات» كان المعظم منها، والمحمول اليه كلّ يوم من ماء «كنك» جرّة ومن رياحين «كشمير» سلّة، واعتقادهم فيه انّه يشفي من العلل المزمنة ويبرئ من كلّ داء عياء ليس له دواء، واشتهر لأنّه فرضة للسابلة في البحر ومنزل للمتردّدين فيما بين سفالة الزنج وبين الصين. وأمّا أمر المدّ والجزر في هذا البحر والمدّ بلغتهم «بهرن» والجزر «وهر» ويعتقدون امّا عامّتهم انّ في البحر نارا اسمها «بروانل» دائمة التنفّس، ويكون المدّ منها بجذب النفس والانتفاخ بالريح ويكون الجزر بإرسالها النفس، وزوال الانتفاخ عنها كمثل ما أعتقده «ماني» لمّا سمع منهم انّ في البحر عفريتا يكون المدّ والجزر من تنفّسه جاذبا ومرسلا، وأمّا خاصّتهم فيعرفونهما في اليوم بطلوع القمر وغروبه وفي الشهر بزيادة نوره ونقصانه وإن لم يهتدوا للعلّة الطبيعيّة فيهما؛ وهما ألزما «سومنات» اسم القمر وذلك انّ هذا الحجر كان منصوبا على الساحل غربيّا عن مصبّ نهر «سرستي» في البحر بأقلّ من ثلث ميل وشرقيّا عن موضع قلعة «باروي» الذهبيّة التي كانت ظهرت لباسديو حتى سكنها وقريبا من مقتله ومقاتل قبيلته وموضع احتراقهم، وكلّما طلع القمر وغرب ربا ماء البحر بالمدّ فغرّقه، وإذا وافى فلك نصف النهار والليل نضب بالجزر فأظهره، فكأنّ القمر مواظب على خدمته وغسله، ولذلك نسب اليه، وأمّا الحصن المبنيّ حوله وحول خزائنه فليس بقديم وإنّما عمل منذ قريب من مائة سنة؛ ومذكور في «بشن بران» : انّ غاية