قد تقدّم في ذكر اللوكات حكاية عن «بشن بران» وعن تفسير «باتنجل» ما يوجب سفول الشمس عن القمر في ترتيب الأفلاك، وذلك رأيهم الملّيّ، وخاصّة فقد قيل في «مج بران» : إنّ بعد السماء عن الأرض بمقدار نصف قطر الأرض، والشمس أسفل الجميع، والقمر فوقها والمنازل وكواكبها فوق القمر، وفوقها عطارد ثمّ الزهرة ثمّ المرّيخ ثمّ المشترى ثمّ زحل ثمّ بنات نعش ثمّ القطب فوقها، والقطب متّصل بالسماء، وممتنع ان تقع الكواكب تحت احصاء الانسان، ومن ذبّ عن هذا الرأي زعم أنّ القمر يخفى بالاقتران من الشمس كما يخفى السراج في ضوءها ثمّ يظهر بالتباعد عنها، فنذكر الآن بعض ما في كتب هذا الرأي من صفات النيّرين والكواكب ثمّ نتبعه بالرأي النجوميّ وإن لم يقع الينا منه إلّا شيء يسير، قد قيل في «باج بران» : إنّ الشمس كريّة الشكل ناريّة الطبع ذات الف شعاع بها تأخذ الماء فيكون منها للمطر اربع مائة وللثلج ثلاث مائة وللجوّ ثلاث مائة، وقيل في موضع آخر منه: انّ بعضها لتعايش «ديو» بالهناءة وبعضها لتعايش الناس بالمرافق وبعضها للآباء، وقسمها ايضا في موضع آخر على اسداس السنة فقال:
انّها تضيء الأرض في الثلث الذي من اوّل الحوت بثلاث مائة شعاع وتمطر في الثلث الذي يليه بأربع مائة شعاع وتبرد وتثلج في الثلث الباقي بثلاث مائة، وفيه ايضا: انّ شعاع الشمس والريح يرفعان الماء من البحر الى الشمس، فلو تقطّر من