كانت اليونانيّة تعتقد في اسم الأرض وليكن المثال بواحدة منها، انّ الآفات التي تنتابها من فوق ومن تحت مختلفة في الكيفيّة وفي الكمّيّة وإنّه ربّما غشيها منها ما يفرط في احداهما او كلتيهما «2» فلا ينفع معه حيلة ولا عنه هرب واحتراس، فيأتي عليها وذلك كالطوافين المغرقة والرواجف المهلكة بالخسف او التغريق والتحريق بما يفور منها من المياه او يرمي به من الصخور المحمّاة والرماد ثمّ الصواعق والهدّات والعواصف ثمّ الأوبية والأمراض والموتان وما اشبه ذلك، فإذا خلت بقعة عريضة عن امّتها ثمّ انتعشت بعد هلكتها عند انكشاف تلك الآفة عنها اجتمع اليها قوم متفرّقون كأمثال الوحوش المتعصمين قبل ذلك بالمخابىء ورؤوس الجبال، وتمدّنوا متعاونين على الخصم سواء كان من السباع او كان من الإنس ومساعدين بعضهم بعضا على تزجية العيش في أمن وسرور الى ان يكثروا، فينغض التنافس المرفرف عليهم بجناحي الغضب والحسد طيبة عيشهم، وربّما انتمت جماعة من تلك الجماعات في النسب الى واحد كان اوّل من حضر منهم او مختصّا بحال تميّزه منهم فلا يعرفون على مرّ الأيّام غيره، ويذكره «فلاطن» في